عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

بداية لم نقصد الشماتة ولا التشفى فى أى شعب من شعوب الأرض مهما كانت مواقفه السلبية تجاهنا، ولم نضمر شراً لهذه الشعوب التى انفتحنا عليها وارتبطوا فى أذهاننا بأنهم شعوب ملائكية لا تخطئ، ووصفهم أهم علمائنا الأفاضل وهو الشيخ محمد عبده عندما زارهم فى بدايات القرن الماضى بأنه رأى فى أوروبا مسلمين بلا إسلام، وتولدت لدينا عقدة الخواجة فى كل شىء وأصبحنا نتوارى خجلاً من أنفسنا عندما نشاهد تشدقهم بحقوق الحيوان فى الحياة والمأكل والمشرب والرعاية الصحية والبيطرية بكل ما يملكون، أما الإنسان فلديهم حريته مصونة داخل أوطانهم فقط أما خارجها فأفضل تجارب نووية تجرى على شعوبنا.

وظننا لأول وهلة فى ملف سد النهضة أن أوروبا لن تتركنا فريسة لدولة إثيوبيا، وهى تبنى سداً يقضى على آمال وأحلام المصريين، ولكن سرعان ما وجدنا صمتاً مطبقاً يصل إلى حد المؤامرات، لتتمكن إثيوبيا من ملء السد على مدار ثلاث مراحل متتالية، رغماً عن دولتى المصب مصر والسودان، وبدت هذه المؤامرة تتضح من خلال تعاون دولى لإضعاف موقفنا، وتقديم الدعم لدولة إثيوبيا دون أن نقترف ذنوباً مع هذه الدول سوى أننا أكثر المستهلكين لمنتجاتهم المتنوعة من الإبرة للصاروخ، وإذا أردنا تصدير محاصيل زراعية لهم يضعون شروطاً تعجيزية لقبولها، ولكن هذه الشعوب التى افتتن بها علماؤنا قديماً وحديثاً بأنها بلاد الحريات كرست كل ما تملك للإبقاء على شرق أوسط ممزق، ودول إفريقية متناحرة وجائعة، وأسلحة تباع وتشترى لتدمير الأخضر واليابس فى بلادنا، وعدم التوقف لحظة عن دعم حليفتهم إسرائيل بمنطقتنا العربية، ولكن هيهات هيهات من مكر الله وغضبه من تجاربهم النووية التى ردت فى نحورهم، ليتبدل المناخ لديهم من شتاء وخريف دائم إلى صيف قائظ يجفف أنهارهم، ويقلب الموازين المناخية لديهم، ونرى أوروبا صاحبة العيون الخضراء والشعور الصفراء، تترك المنازل من شدة الحرارة لتحتمى بمحطات مترو الأنفاق من حرارة الصيف، بعيداً عن الشقق المصممة شتوياً وكأنهم آمنوا شتاء وخريفاً وربما ربيعاً دائماً، أما الصيف الذى يتكيف معه أبناء الشرق الأوسط تارة بالعمامة وتارة أخرى بتحمل شرده القائظ بشراء أجهزة التكييف منهم على اختلاف أحجامها وتصميماتها، فلا وألف لا.

وعليهم أن يعلموا أن الذى أغرق السودان، وملأ مجاريها وشوارعها وحقولها بملايين الأمتار من مياه النيل، هو الذى جفف نهر الدانوب أطول أنهار أوروبا الذى يمر بعشر دول بالاتحاد الأوروبى، وأن الله الذى أفاض علينا بامتلاء مفيض توشكى وبحيرة ناصر إلى أعلى مستوياتها هو الذى جفف أنهار الراين واللوار بأوروبا ونهر اليانجتسى فى مقاطعة سيتشوان الصينية، التى يبلغ عدد سكانها ٨٤ مليون نسمة، وفى الوقت الذى تهطل فيه الأمطار وتتدفق السيول بالمملكة العربية السعودية وتعم المياه مدافن البقيع نجد جفافاً يضرب أمريكا الشمالية لم يحدث منذ ١٢٠٠ عام قبل أن يفكر كريستوفر كلومبس من اكتشافها، لن أطيل فى هذه المقارنات، ولكن نتمنى أن تعى حكومات هذه الدول وشعوبها، أن التغيرات المناخية هى مسمى حديث، وأن المسمى الحقيقى هو أنه تعالى (كل يوم هو فى شأن) صدق الله العظيم.