عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

زاد فى الفترة الأخيرة الحديث عن الحسد، وأصبح الجميع يخشى الحسد ويخاف من أعين الناس! والكل حجته ان الحسد مذكور فى القرآن، ويسترشد بسورة يوسف، ونجد الجميع يصُاب بالخوف والذعر والرُعب، حتى أدى إيمان البعض الخطأ بالحسد الى قطع الصلة وقطع الارحام وزادت مشاعر البُغض والكراهية والحقد بين الناس، فالله سبحانه وتعالى لم يذكر شيئًا وينصحنا بشيء ويحذرنا من شيء وتكون عواقبه سوءا!هذا أمر مُحال! فإذا كان الله حذرنا من الحسد ليس لجعل البعض يتصرف تصرفات تؤدى الى البغيضة والكراهية وقطع الصلة، إذًا فهناك خطأ يتمثل إما فى الفهم الخاطيء للحسد وإما التعامل الخاطئ مع الحسد، فنجد البعض عندما يحدُث شيء جديد بحياته فى نظره يُعرضه للحسد تجده يتصرف تصرفات لا يشعر بها! تجلب له الحسد فعليًا بدون أن يشعر! بل ويصل الأمر الى الحقد!، ونجد البعض الآخر يجد الكذب علاجا للحسد، فنجد البعض يدعى المرض وهناك حديث قدسي: « تمارضوا تمرضوا»، وآخرين يدّعون ان حياتهم حزينة وكئيبة، فالفهم الخاطيء لكلام الله يتساوى بمن لا يعلم شيئا عن آيات الله بل النتائج تصبح أكثر سلبية، فالبعض يأخذ ما تستهويه نفسه وما يحب ان يقرأ ويسمع من آيات الله ويترك الجزء الآخر من الآية، ولا يكتمل معنى الآية ومقصودها الحقيقى إلا عند اكتمالها، فمن يستشهد بسورة يوسف أقول له؛ الله سبحانه وتعالى قال على لسان سيدنا يعقوب لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا، ولم يقل له لا تقصص رؤياك على أخوتك فيمنع الله عنك رزقك ! بل قال فيكيدوا لك كيدًا اى إذا علموا بما سيأتيك من خير فسوف يكيدوا لك كيدًا، وهذا ما حدث مع سيدنا يوسف فعندما شعروا أخوة يوسف بالغيرة منه وأنه أحب الى ابيه منهم أرادوا الخلاص منه لشعورهم بحب أبيهم له أكثر منهم وليس بسبب الرؤية، كما أن الله ذَكَرَ فى العديد من الآيات أن الأعمال والسحر وما شابه احتفظ الله بإذن الضُر له، وبعد كل ذلك يعيش البعض منّا فى رُعب ويتسبب فى كُره الناس من حوله له، وعندما يضيق بالإنسان الحال تجده يُعلق ضعفه وفشله على الحسد والأعمال! ولو تمعن فى آيات الله لارتاح من ذلك الأمر وعرف أن لن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له، فلو اجتمعت الإنس والجن على ان يضروك او يفيدوك فى شيء لم يكتبه الله لك لن يضروك او يفيدوك إلا بإذن الله!، فهناك من يُعلق فشله على الحسد حتى أصبح من معوقات النجاح : فالبعض يُشغل باله بالحسد للدرجة التى تُشغله عن فعل شيء يستحق الحسد عليه وجعل الحسد شماعة كشماعة الظروف! فأوجه سؤالا للجميع كم من علاقات صداقة وقرابة دُمرت بسبب الخوف من الحسد؟ كم من علاقة حب انقلبت لكره وحقد بسبب الخوف من الحسد؟ كم من حزن وضيق نعيشه بسبب نقص إيمان البعض بالله والفهم الخاطيء لكلام الله وأحكامه؟!فالله وضع حلا لكل مشكلة نتعرض لها فى الحياة وختم الله القرآن بسورتى الفلق والناس للتحصين!عــلى أننا يجـــب ان ننتبه الى هاتين السورتين؛ فســورة الفلـــق دعانا الله ان نتجــه له ونستعيـــن به فــى الأمور التــى لا إرادة لنا فيها، وفى سورة النـــاس نتجه اليه ونستعين به فى الأمور التى لنا إرادة فيها.

 

عضو مجلس النواب

 [email protected]