رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

حكى لى صديق، انه ضيع وقتاً طويلاً للتأكد من نوع الشخص الذى كان يجلس  قباله فى الكافيه، واستطاع عن طريق الجرسون أن يعرف أنه شاب ذكر، كان ينتظر فتاته التى حضرت قبل دقائق من انصراف صديقى ساخطاً لأمرين، الحال الذى وصل اليه بعض الشباب، والأسعار النار فى  الكافيهات الشهيرة، لأنه دفع نصف ما فى جيبه من مال كان يعتقد أنه سيكفى ليعود باحتياجات أسرته المتفق عليها. الجرسون همس فى أذن صديقى أن تحت «الفروة» ويقصد الرأس ذا الشعر الكثيف ذكرا، وباللغة الحديثة المستوردة هذه قصة شعر اسمها «كيرلي»؛ شعر طويل مجعد!! استعاره بعض الشباب من الفتيات، وأشياء أخري!!

شباب «كيرلي» زادوا، بعضهم يرفع شعره ويربطه بأستيك، وبعضهم يجعل شعره يتدلى إلى صدره، البنطلون الديرتى أصبح يغزو أجساد الشباب دون حرج، والديرتى ليس المقصود به الوسخ بالمعنى الحرفى للترجمة، ولكنه المقطوع فوق الركبتين، هذا البنطلون يرتديه الشباب كما ترتديه الفتيات.

مرة حكى فنان قدير عليه رحمة الله، عندما كان ضيفاً على أحد البرامج أن والدته كانت فى زيارته بالمنزل، وهى من السيدات اللاتى تربين على القيم والتقاليد الأصيلة، ووجدت احدى بناته وكانت صغيرة ترتدى ـ بنطلونا مقطوعاً فوق الركبة، فصرخت أمه بأعلى صوتها،  تطالبه بشراء ملابس لابنته التى وصل بها الحال ان تجلس شبه عارية، وإذا كنت هكذا قالت مش قادر  تصرف على أسرتك، سأتولى بنفسى الانفاق عليهم، وشراء ملابس جديدة لهم، بدلاً من هذه الفضيحة، بنتك «يا...» تجلس شبه عارية، ولا  تجد ما تستر به نفسها، وعامل فيها فنان وكسيب؟! قال الفنان وهو يضحك، أمى طبعاً لم تكن تعرف أن البنطلون المقطوع موضة وقلت لها يا أمي، بنتى عندها ملابس كثيرة، وشيك جداً لكن هذا البنطلون موضة «ديرتى يعني» فردت الأم عجايب نراها فى هذا الزمن الغريب!

زمن غريب فعلاً عندما لا يتبين الشاب من الفتاة، وتنتشر قصات الشعر الغريبة والملابس العجيبة، وتجعل الانسان يتساءل أين الأسرة، عندما أشاهد  شابا رابطا شعره بأستيك أود أن أسأله انت ملكش أب ولا أم، أريد أن  أقابل أباه لأسأله عن طريقة تربيته لهذا الكائن، وإذا كان راضياً عن هذا السلوك أم انه مغلوب على أمره وخضع للأمر الواقع الذى  جعل بعض الأبناء يتشبهون بالنساء فى طريقة لبسهن وقصة شعرهن، وحتى صوتهن!

فى التسعينيات شاعت بين الشباب قصة كابوريا التى كانت سبباً فى ازدحام محلات الحلاقة بالشباب، لتقليد الفنان الكبير أحمد زكى الذى ابتدع هذه القصة، عندما قام ببطولة فيلم كابوريا، فأصبحت قصة كابوريا أكثر  تداولاً وشهرة، وأشهر قصة شعر فى السينما المصرية فى ذلك الوقت، وأطلق عليها قصة «كابوريا»، رغم أن أحمد زكى كان يجسد شخصية تسمى حسن هدهد فى الفيلم، وتحدث أحمد زكى عن قصة كابوريا بعد أن ذاع صيتها فى الأوساط الشبابية، أنه حاول أن يقلد الملاكم العالمى تايسون فى حلاقة شعره، وأحضر ماكينة الحلاقة وقص شعره، واندهش من الانتشار الغريب لقصة كابوريا وانها أصبحت موضة، وقال أحمد زكى انه لم يقم بها من  أجل لفت الانتباه وانما من أجل أن تصبح مناسبة لشخص رياضى مهمل، يحاول أن يواكب العصر، وأن تركيزه كان منصباً على الشخصية ونفسيتها.

كما كانت هناك قصة شهيرة للاعب كرة قدم شهير، وقلدها الشباب لفترة ثم تركها وانطلق نحو الشعر الطويل من الكيرلى ومشتقاته.

ربنا يهدى الشباب، لا نرفض أن يبحثوا لهم عن قدوة فى ريعان شبابهم، بشرط أن تكون ايجابية تفيدهم فى مستقبلهم، وتفيد مجتمعهم، ويستفيد منهم البلد، لأنه فى حاجة إليهم باعتبارهم الثروة البشرية والمخزون الاستراتيجى الذى يحمل المسئولية، فلابد أن تكون تصرفات الشباب توحى بهذه الثقة، لأن المظهر مهم، حتى فى طريقة حلاقة الشعر وطريقة اللبس.