رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

ما يٌثار حول أعداد المتفوقين والحاصلين على درجات تفوق الـ٩٠% فى بعض عائلات المحافظات خاصة سوهاج شيء كارثى ومحزن.. الأكثر حزنًا وأعمق ألمًا ما جاء على لسان أوائل الثانوية العامة أن وراء تفوقهم اعتمادهم على الدروس الخصوصية وعدم ذهابهم للمدارس لكونها وحسب ما جاء على لسانهم بأنها مضيعة للوقت!!

هذه النتائج خير شاهد على فشل عملية تطوير مسيرة التعليم التى قادها وروج لها وزير التعليم الذى اُطيح به فى التغيير الوزارى بل أزعم أن العجلة فى الإطاحة به كانت سببا قويا فى التعديل الوزارى الذى طال ١٣ وزيرا.

نعم نستطيع أن نقول بالفم المليان بأن مشروع شوقى فى التطوير فشل فى تحقيق الأهداف التى روج لها شوقى من العودة للمدارس والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية وتسريب الامتحانات والغش و...و...الخ.

هذه النتائج هى إعلان لفشل سياسات تطوير التعليم التى تكلفت مليارات الجنيهات.

الواقع يؤكد أن الطلاب هجروا المدارس وأن الدروس الخصوصية والسناتر استفحل أمرها وأن الغش وتسريب الامتحانات ظلا على وتيرتهما إن لم يكن قد زاد أمرهما.

فشل التابلت والبابل شير وهو «نظام أو طريقة تعتمد على تسجيل إجابة أسئلة الاختيار من متعدد (MCQ) عن طريق تظليل دائرة تناظر الاختيار الموجود على ورقة الأسئلة». وما كان وراءهما من صرخات طلاب الثانوية العامة ونواح أهاليهم على مستوى الجمهورية أمر يستحق إعادة النظر فى هذه الوسائل.

من يتخيل حصول الطالب على حقه والدرجات التى يستحقها حتى لو تظلم منها فى ظل غياب نموذج إجابة يستطيع الطالب أن يتحقق من صحة إجابته وعدالة ما حصل عليه من درجات، شيء غريب وعجيب!!!

التركيز على تقويم الطلاب دون تعليمهم مخالف لكل أسس ومنهجية التعليم وأن فلسفة التعليم بهذا الشكل باتت تنحصر فى الامتحانات وكيفية اجتيازها، وبالتالى غابت كل أهداف المنظومة التعليمية.

لا يختلف أحد أن الوزير المُطاح به متهم بالتسبب فى إحباط الطلاب وذويهم.

وأن الوزير الراحل كان يعيش ويريد أن يعيشنا فى عالم افتراضى بعيدًا عن الواقع الذى نعيشه.

سياسة الوزير الراحل حولت المدارس إلى مكان للامتحانات وختم النسر بدلا من كونها مؤسسة للتعليم والتربية وتنمية مهارات، وحياة داخل جماعة، وزمالة، وتاريخ مشترك بين أفرادها، وانتماء للمكان وللوطن.

باختصار: مهما كانت العودة إلى المدارس مكلفة فهى بالتأكيد أقل كلفة اجتماعية ودينية وأمنية، كما أنها فوق ذلك كله لا بديل عنها على الإطلاق، إنها الاستثمار الحقيقى الذى ندير له ظهورنا منذ عقود!

نحن بحاجة ماسة لتطوير مسيرة التعليم ولكن ما نحتاجه تطوير يتناسب مع واقعنا وإمكاناتنا وأحوال مدارسنا ومدرسينا ومناهجنا، نريد تطويرًا بعيدًا عن القفزات السريعة التى تذهب بنا إلى الهلاك وإهدار الجهد والمال وضياع مستقبل أبنائنا ووطنا.

[email protected]