عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع فتوى جماعة الإخوان الإرهابية، بجواز استخدام العمليات الانتحارية والاستشهادية فى حالات معينة، مثل الحالة الفلسطينية، كما قال بذلك الشيخ يوسف القرضاوى فى كتابه «فقه الجهاد»، ولكن من الجلى أن مجرد الإقرار بمبدأ استخدام التفجير والنسف والتصفية والقتل يعنى أن هناك آخرين سيوظفونه وفقا لرؤاهم ومصالحهم، وسيجدون من النصوص والفتاوى ما يسمح لهم بتبرير ذلك.

كذلك يشترك الإخوان المسلمون مع «داعش» وأخواتها فى النظرة لمفهوم «الوطن»، والعلاقة مع الآخر غير المسلم فجميعهم ينادون بأخوة العقيدة التى تتجاوز المواطنة، ويعتبرون أن وطن المسلم هو دينه، وبناء على هذا الفهم قامت «داعش» بفرض الجزية على غير المسلمين فى الأماكن التى سيطرت عليها فى العراق وسوريا، وهو ذات الأمر الذى عبر عنه قبل عدة سنوات مرشد الإخوان المتأسلمين الأسبق فى مصر، مصطفى مشهور عندما قال إن جماعته تطالب بتطبيق الجزية على أقباط مصر، مع منعهم من دخول الجيش تحسبا لخيانتهم، قد يقول قائل إن عددا من فروع جماعة الإخوان الإرهابية فى البلدان العربية قد قبل بمبدأ المواطنة، ولكننا نلفت انتباه هؤلاء إلى أن ذلك القبول لا يعكس القناعات الحقيقية للجماعة، وإنما يعبر عن مطلوبات فترة التمكين التى سرعان ما تتكشف عند الاستيلاء على السلطة، فالجماعة ظلت دوما تستخدم مفهوم التقية وتختبئ خلف الخطاب المزدوج الذى يخفى كثيرا من المبادئ والقناعات، وهو الأمر الذى ظهر جليا وبصورة واضحة خلال فترة الحكم الاستبدادى للإخوان فى السودان والذى امتد لثلاثة عقود.

ليس من المستغرب أن تلتقى أفكار جماعة الإخوان الإرهابية بتوجهات الجماعات التكفيرية العنيفة، فجميعهم استقى من النبع السلفى، فمن الثابت أن الأولى كانت امتدادا طبيعيا لمدرسة «المنار» التى أنشأها الشيخ رشيد رضا الذى تتلمذ على الإمام محمد عبده، ولكنه تحول إلى داعية من دعاة المدرسة النصية ومدرسة الحديث، ليس هذا فحسب بل إن الإخوان يشاركون «داعش» وأخواتها النظرة للمسلمين المختلفين معهم فى الأفكار والتوجهات فجميعهم يصدرون عليهم حكما بالخروج عن دائرة الإسلام (الكفر)، وهو الأمر الذى أوضحه المرشد المؤسس حسن البنا عندما قال فى ختام شرحه لمنهج الجماعة ومراحل التمكين «إننا نعلن فى وضوح وصراحة، أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له فى الإسلام». فإن الدعاية الحربية التى تستخدمها «داعش» وكانت قد استخدمتها من قبل «القاعدة» وحركات الجهاد فى أفغانستان مأخوذة من تقاليد الإخوان المتأسلمين، ومن ذلك رواياتهم الكثيرة عن الكرامات، عن ابتسامات الموتى ورائحة المسك التى تفوح من جثث الشهداء، إضافة لاستخدام إغراء الحور العين كوسيلة تجنيد فعالة، وقد عايشنا كل هذه الأمور فى السودان إبان الحرب الأهلية فى الجنوب.

حرية وعدالة.. إخوان مفيهاش رجالة، صدق هتاف المصريون ضد جماعة الإخوان الإرهابية على مر العصور، فمنذ نشأة الجماعة الإرهابية وهى تستغل المرأة فى جميع مخططاتها لنشر العنف والفوضى واللعب على إسقاط البلاد، وتنفيذ مخططاتها الإرهابية، بكافة الطرق من المظاهرات، لجمع التبرعات المشبوهة والتمويل ونقل السلاح ونشر فكرة جهاد النكاح لاستقطاب الشباب لصفوفها، واختلف دور استغلال النساء فى ظل الجماعة الإرهابية على مدار أعوام من تأسيسها بدءًا من من سيدات قطب حتى نجلة القرضاوى، فكان دور المرأة فى الجماعة مقتصرا على المناسبات الاجتماعية، ثم فى عام ٢٠٠٥ بدأ يظهر استغلال المرأة السياسى من خلال الحشد للانتخابات والترويج والدعاية لناخبى الجماعة، حتى ثورة ٢٠١١ وبدأت تظهر جماعة الإخوان وتتصدر المشهد السياسى، عقب اندلاع ثورة يناير تاجر مكتب الإرشاد بالنساء والفتيات واستخدموهن دروعا بشرية فى حشد التجمعات واستقطاب الشباب للمظاهرات والمليونيات، وللحديث بقية.

[email protected]