رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حورس

هذا المقال كان تحت عنوان «أنقذوا مصر من وزير التربية والتعليم»، كتبته قبل ساعات من التغيير الوزارى، وتم تغيير العنوان مع تغيير الوزير الدكتور طارق شوقى، وسأرسله للنشر كما هو مع تغيير بعض العبارات القليلة ليتلاءم مع ما حدث من تغيير. 

«اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمى» هذا المثل الشعبى يتطابق تمامًا مع المزاعم التى يحاول ترويجها البعض عن قيام الشعب بمقاومة التحديث والإصلاح الذى قام به وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى الوزير السابق، فالحقيقة التى اثبتتها النتائج العملية تقول ان ما قام به وزير التربية والتعليم السابق شىء خطير للغاية ونتائجه كارثية على الوطن مصر.

فقال مؤسس سنغافورة لى كوان يو، أنا لم أقم بمعجزة فى سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبى نحو وطنى، فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة فى سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة، هو من أنتج جيلًا متواضعًا يحب العلم والأخلاق، بعد أن كنا شعبًا يبصق ويشتم بعضه فى الشوارع. 

كلام مؤسس سنغافورة هو الطريق السليم ليس للنهوض بالتعليم فقط، بل النهوض بوطن ووضعه فى صدارة المشهد العالمى علميا واقتصاديا وثقافيا، ففى مصر انحدار شديد لمكانة المعلم الذى هو ورشة التصنيع لكل المهن والوظائف، فالمعلم المصرى الذي  يبحث عن مصدر رزق اخر بجانب وظيفته، فنجده بعد العمل  يشتغل على توكتوك أو سيارة اجرة أو فى محل أو يحمل الفأس... المعلم المصرى الذى نجده يمثل دور الاراجوز مع الطلبة ليطلق النكت والضحكات ويحاول ان يكون صاحب الطالب، ليتجنب شغبه وبلطجية سلوكه وتصرفات اهله، المعلم المصرى غير المهندم صاحب الحذاء الممزق والملابس المهلهلة، وهنا صفات وسمات المعلم ستنضح على المجتمع، فالمجتمع المصرى الحالى كمعلمه فى الشكل والمضمون.

ويقول نغ اونغ هين وزير التعليم السنغافورى خلال الفترة من 2008 إلى 2011، عملنا على ان يجد جميع الأطفال الفرصة لتعليم ما يجيدونه من مهارات، وبدلا من ان نجتهد ان نجعل الأطفال متلائمين مع النظام التعليمى، قمنا بجعل النظام التعليمى ملائما لهم عن طريق تغيير المناهج وفقا لاحتياجات المجتمع، وإدخال جانب التسلية وتبسيط المعلومات للطلاب مع التركيز على الأطفال المتفوقين والاستثمار فيهم، هنا الفرق بين ما فعلته سنغافورة وبين ما يفعله  التعليم المصرى منذ سنوات طويلة، هم جعلوا النظام التعليمى ملائما للبيئة الثقافية عن طريق تغيير المناهج وتبسيط المعلومة وإدخال جانب الجاذبية عن طريق التسلية، اما الوزير المصرى السابق، فحاول جاهدا فرض نظام لا ملامح له على الثقافة البيئية المصرية، ما جعل المجتمع يقاوم ذلك النظام لأنه غير ملائم للمعطيات الثقافية والاجتماعية، فبدلا من عوامل الجاذبية القائمة على التبسيط والتسلية، نجده فرض نظاما معقدا جعل الجميع يهرب من المدرسة والفصل ويبحث عن مخرج اخر يساعده على تحصيل المعلومة.

المشكلة الحقيقية تكمن فى ان السيد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم المصرى السابق، ليس ابن البيئة الثقافية المصرية، فهو عمل فى مجال تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى التعليم والعلوم والثقافة باليونسكو، حتى تبوأ منصب مدير مكتبها الإقليمى فى الدول العربية، وبذلك نجده منفصلا تمامًا عن احتياجات الحالة المصرية ويحاول تطبيق نظريات ليس لها علاقة بجوهر مضمون التعليم خاصة بتطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

فى حين ان مشكلة التعليم فى مصر تتمحور حول المنهج والمعلم والفصل، فالمنهج كارثة مدمرة ومنها كل نتاج المواطن المصرى بالمواصفات الحالية التى تتسم بالسطحية والعشوائية والانفلات الأخلاقى، هذا المنهج الغريب على الهوية والثقافة المصرية والمتضمن خزعبلات تاريخ غير مصرى بداخله مراحل الاحتلال والانكسار والإذلال، متجاهلين تاريخ الأجداد أصحاب الهوية الحقيقية المصرية، بجانب تكدس المعلومة الذى يجعل المدرسة عدوا لدودا للطالب.

 فالإصلاح الحقيقى هو مدرسة متكاملة الأركان، بها معمل وملعب ومسرح وكتاب، وعلى الرأس معلم يكون ذات المكانة الأعلى فى المجتمع ماليًا وعلميًا واجتماعيًا، مع منحه حصانة قانونية على شاكلة القاضى واستاذ الجامعة.

أما غير ذلك فحتما سيؤدى إلى كوارث كما رأيناها فى نتيجة الثانوى العام، حيث قال الطلاب الأوائل اننا لم نذهب إلى المدرسة بل تلقينا تعليمنا عن طريق الدروس الخصوصية والمنصات التعليمية، وهناك فى الصعيد استحوذت أبناء عائلات ذات نفوذ فى إحد المدارس على اعلى الدرجات.

والحل الحقيقى يكمن فى خطة متكاملة تتبناها الدولة لفترة زمنية محددة، لا تتأثر برؤية وزير أو برحيله، تعمل تلك الخطة على تطوير حقيقى مناسب للحالة المصرية واحتياجاتها.

اما وزير التعليم الحالى الدكتور رضا حجازى فطبقا لسيرته الذاتية، فهو ابن الحالة الثقافية للبيئة التعليمية المصرية، وأتمنى ان يضع التعليم المصرى على الطريق الصحيح للإصلاح والتطوير.

[email protected]