عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

المشهد المتكرر لمولد ستنا ‏هذه كل عام لا يتغير، وعندما أشاهده ‏أضرب كفا بكف ‏لهذا الاحتفال غير المبرر سنويا، ‏بشهادة لا يحتاجها سوق العمل حتى لو كان الطالب متفوقا دراسيا وليس غشاً٠ ‏وأتساءل ‏لمَ كل هذا الاهتمام والاستعدادات حتى يلح فى كل مرة سؤال على ذهنى  ‏بل وعلى ذهن كثيرين غيرى: لماذا لا يوجه نصف هذا الاهتمام بتنمية وتشجيع مراحل من الثانوية الأخرى المتنوعة.. التي تكاد تكون تلاشت أمام مولد ستنا الثانوية العامة، فلدينا تعليم صناعي وزراعي وتجاري وأزهرى، ‏فلا ينشر عن المتفوقين منهم شىء ولا صورهم، ‏ولا ينمى قدرات الطلبة ‏في هذه المجالات التى ‏التي هي صلب نمو‏ وازدهار الشعوب، فلم اجد شيئا يخيف الأسر المصرية سوى ‏شبح الثانوية العامة، حيث يبدأ‏ الخوف منذ بداية اليوم الأول للدراسة وربما قبل ذلك بأيام وشهور من دخول المدارس مرورا بأيام الدراسة والدروس الخصوصية التى ‏ترصد‏ لها الاسر ‏ميزانية خاصة، سواء للدفع للمدرس او استقباله ومن معه من الطلاب، وإعلان الحالة ج ‏في المنزل او ‏اصطحاب الأبناء لأماكن المجموعات التي اصبح ‏مسماها الآن سناتر‏، بالإضافة للسهر في ليالي الشتاء القارسة، حتى ياتى اليوم المحتوم لبدء ‏الامتحانات، وما يتخلل ذلك ‏من مشاهد افتراش ‏أولياء الامور الأرصفة أمام المدارس وانتظارهم لابنائهم حتى خروجهم من لجان الامتحان بقسمات متباينة على ‏وجوههم، ما بين ‏بكاء وعويل ‏من عدم الإجابة وصعوبة الامتحان أو فرح وتنطيط من سهولة المادة، ‏لتعود حالة ‏الخوف والترقب استعدادا ليوم اعلان النتيجة ‏لتعود تلك المشاهد من جديد على الوجوه، فنجد الإذاعة تبدأ في بث أغاني النجاح بداية من  وحياة قلبي وأفراحه حتى افرحوا يا حبايب لفرحنا، ‏أو تجد أخبارا من نوعية انتحار طالب أو طالبة للرسوب في الامتحان‏، وامام هذا يصل المولد لذروته، ‏لتبدأ الوزارة في توزيع صور الاوائل منهم، ويبدأ الإعلام استكمال المولد بلقاءات معهم وقصص حياتهم والتي تمتد بإجراء لقاءات مع الاسر‏ ‏والتمعن فى اظهار مستوى تلك الأسر أغنياء كانوا أو فقراء، ويمتد ايضا تناول السيرة الذاتية للأب اذا كان فقيرا وفى اى عمل يعمل، وكأنهم يتناولون حياة عالم او مخترع فذ، فأين ‏الاوائل  السابقون منذ سنين لم نجد منهم عالما او مخترعا عظيما انما هي ضربة حظ بأى وسيلة للوصول للغاية المنشودة، والجلوس فى مدرج الجامعة للخروج من عباءة التلمذة، واثبات الذات وليس سعيا للعلم والمعرفة، لينتهى المولد ويبدأ من جديد نفس التوتر والغم والارهاق العصبى والذهنى والاقتصادى والنفسى، ليدخل ‏الطالب أي كلية كي يصبح خريجا ويضاف إلى طابور العاطلين وصفوف الأمية الجامعية، ألسنا في حاجة الى اسطوات مؤهلين في مجالات ‏الصناعة والزراعة والتجارة؟ ألم يأن للمنظومة التعليمية أن تفهم سوق العمل واحتياجاته وتضع خططا لذلك بدلا ‏مما يحدث سنويا دون جدوى ‏ولا يضيف لمصرنا شيئا؟ أوقفوا هذا الماراثون المخيف وأعيدوا النظر ولا تجعلوها قدس الأقداس.