عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

مازالت قضية «عفش الزوجية» تملأ الدنيا ضجيجًا لتكشف ستر البيوت المصرية وتفتح  نيران الغضب لفخ جديد يضاف إلى أزمات «الأحوال الشخصية» وأهوال « محكمة الأسرة» في ظل ظروف مجتمعية صعبة مصابة بالكهولة من جهة وتوتر العلاقات الزوجية بسبب المشاكل المادية وغلاء المعيشة وتمرد كليهما على حياة الآخر  بسبب أو بدون.. حيث يعتبر العفش عقداً من عقود الأمانة في الوقت الذي ضاعت فيه كل الأمانات، يعاقب القانون الزوج على خرقه بالسجن وجواز فرض الغرامة، ويكون توصيف التهمة «تبديد منقولات زوجية»، وقد تصل إلى الحبس 3 سنوات .ومن هنا تبدأ رحلة جديدة من الصراعات بين الأهالي، الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة الطلاق بشكل مفزع قد تنتهي الأزمة أيضا بجرائم وسيناريوهات دموية تتداولها المحاكم في أغرب القضايا والصراعات الأسرية العجيبة بين الطرفين التي طرأت مؤخراً خلال العشر سنوات الأخيرة.

 بدأ الجدل بعد ما تناقلته عدة وسائل إعلامية مرئية ومسموعة، بعد حكم لمحكمة النقض في قضية محددة يقضي بعدم أحقية إحدى المطلقات بقائمة المنقولات سادت بعدها حالة من الجدل والانقسام حيال هذا التقليد على نطاق واسع بين مطالب بإلغاء «القايمة» الزوجية أو التمسك بها لتكون موضوع خلاف بين طرفي أهل العريس او العروسة لتحتل المرتبة الأولى بل الأهم في مدى جدية الارتباط بين الرجل والمرأة بدعوى أنها تحفظ حقوق المرأة في حالة الطلاق لتكون الماديات المقام الأول للحكم على طبيعة وأساس العلاقة بين الطرفين .

قضية عفش الزوجية ليست محور اهتمامي الحقيقي أو الماديات عموماً مع أنها أصبحت مطلبا جوهريا في زمن الجفاء وتلاشي كل نظريات المشاعر المقدسة لكن الأهم أساس العلاقة التي تحكم وتفض النزاع للكثير من المشاكل...وهي الاختيارات الخاطئة لكليهما والتي قد تحسم العديد من القضايا بل والأجواء التي تحكم هذه الزيجة...ووفروا على أنفسكم المشاكل وسدوا أبواب نيران الحرب واختاروا «صح».

فلا تتزوج أيها الرجل عديم المسئولية الاتكالي على امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفاً بزواجها منك، واعلم أنك إذا فعلت ذلك فسوف تتحول حياتكما الزوجية إلى نكد دائم وتعاسة مستمرة. فإما أن ترضخ لزوجتك باعتبارها صاحبة المعروف والشريك الأعلى بسبب تحملها المسئولية كاملة  لأعباء الحياة الأسرية كما هو منتشر حاليا لتحتل المرأة «المعيلة» متعلمة كانت أو حتى جاهلة الصفوف الأولى في إدارة عش الزوجية ، وبذلك تفقد اعتبارك وإحساسك بالأهمية، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسئولية وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك الأدنى.

وأيضا لا تتزوج امرأة على نقيضك تماما في الذوق والمشارب والاهتمامات لأن هذه الأشياء هي التي تكون حياتكما الزوجية متعتها فكلما كانت الشقة بينكما بعيدة كلما فقدت حياتكما الزوجية متعتها. وكلما تزايدت عاداتكما وصفاتكما واهتماماتكما المتشابهة كلما قويت سعادتكما وازدادت فرص نجاحكما..و لا تخف عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكة حياتك، بل أطلعها على عيوبك كلها كحدة الطبع، وسرعة الغضب وشدة الغيرة التي تجاوز الحد المحمود، والحرص الشديد وغير ذلك فإن رضيت بك على ذلك فهذا شأنها، وربما استطاعت أن تغير فيك هذه الصفات السلبية وتجعل عوضا عنها صفات إيجابية. أما إذا لم تظهر سوى صفاتك الحميدة وطباعك الرشيدة وبالغت في كتمان العيوب وهو ما يحدث غالباً لتصدم الزوجة بمارد.. فسرعان ما سيتكشف أمرك بعد الزواج وستظهر بصورة الكاذب المخادع أمام زوجتك وهذا نذير بالخطر المحدق بحياتكما الزوجية.

عجبتني مقولة رائعة للمفكر العبقري الدكتور مصطفى محمود رحمة اللة عليه في مدى طبيعة العلاقة بين الطرفين وأهمية وجود الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة وليس حب المصالح. قال: «شروط حدوث الحب  أن تكون النفوس خيرة اصلا ، جميلة اصلا والجمال النفسي والخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب ، وإذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع ان تعطي فهي اصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه»... وفي رائعة له جاءت من أجواء زمن الحب الجميل الذى ليس له وجود إلا في الأفلام والمسلسلات» الهابطة «عبر فيها عن كيفية احتفاظ الزوجين بكليهما وقال :» على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ..وعلى الزوج أن يكون فنانًا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبًا متجددًا ..

وعليه أن يكون جديدًا في لبسه وفي كلامه وفي غزله .. وأن يغير  النكتة التي يقولها آخر الليل والطريقة التي يقضي بها إجازة الأسبوع.. ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة.

في النهاية ‏كل شيء تغير واختلف حتى مشاعرنا لم تعد ترغب في تجديد عقودها مع الغائبين من رحل لم نعد نسأل عنه

ومن جاء لم يعد لوجوده لذة أصبحنا نبحث عن شيء لا نعرفه. ...ورحم الله من تغافل لأجل بقاء ود ودوام محبة وستر زلة.

---

magad [email protected] @yshoo.com

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

 وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية