عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحمل شهر أغسطس من كل عام أغلى الذكريات التى تهب نفحاتها ونسيمها على بيت الأمة، ذكرى زعماء الوفد الثلاثة سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، الذين سطروا تاريخا من نور، ليس لحزب الوفد فقط ولكنهم كانوا وبحق صفحات مضيئة ومشرقة فى التاريخ المصري، بمواقفهم الوطنية الخالدة، التى تبناها حزب الوفد تحت قيادتهم، والتى تحمل ثوابت الحزب العريق، وتنتصر للقيم الوطنية المصرية الخالصة، وسيادة القانون والحرية ومبادئ الديمقراطية، وبذلوا الغالى والنفيس فى سبيل الدفاع عن مصر والمصريين، ووقفوا على قلب رجل واحد لاستعادة استقلال الوطن، مرسخين شعارات الوحدة الوطنية، التى تجلت فى احتضان الهلال للصليب، ليظهر معدن الشعب المصرى الأصيل، الذى لا يعرف الهزيمة.

 ويعد خروج حزب الوفد من رحم ثورة 1919 بقيادة الزعيم الخالد سعد باشا زغلول، كانت وطنيته ورسالته الصادقة هى الدافع والحافز الأكبر لجموع المصريين لتصديقه وتأييده، وانتشاره فى كافة ربوع مصر، معبرا عن ضمير الأمة وآلامها وآمالها، وكفاحها من أجل غدٍ أفضل لأبنائها، ولا شك أن جموع  المصريين يفخرون بالتاريخ الذى دونه زعماء الوفد على مدار تاريخهم.

ولا يقتصر الاحتفاء  بذكرى الزعماء على الوفديين فحسب، بل هى مناسبة لكافة المصريين، لإحياء سيرة قادة صنعوا تاريخا عامرا بالكفاح من أجل الحرية وتأسيس حياة ديمقراطية سليمة، ومواقفهم الوطنية هى علامات مضيئة فى تاريخ مصر الحديث. وسيظل المصريون جيلا بعد جيل يتدارسون هذه السيرة العطرة الحافلة بالشجاعة والوطنية، حيث تركوا أثرا فى المجتمع المصرى لا يُنسى، فثورة 1919 بقيادة  الزعيم سعد زغلول، سعت إلى  تحقيق الاستقلال والتخلص من سطوة المستعمر البريطاني، ورسخت مبادئ الحرية والديمقراطية، وضمنت حقوق الشعب المصرى من خلال دستور 1923، ثم انتخاب حكومة الشعب، وأكمل المسيرة بعد رحيله، مصطفى باشا النحاس فكان خير خلف لسلفه، منتهجًا مبادئ الثورة الشامخة، ومنها تلك اللحظة التاريخية إبان ترأسه للحكومة التى وقف فيها وقال «من أجل مصر قدمت معاهدة 1936، ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها»، وصدق البرلمان على هذا القرار الوطني،  وصدرت القوانين التى تؤكد الإلغاء، والذى نجم عنه فض التحالف بين بريطانيا ومصر.

 ومن بعدهم كان فؤاد باشا سراج الدين، رمزا جديدا للوطنية الصادقة، فتمسك بمبادئ الثورة وأعاد الوفد للحياة السياسية مرة أخرى بعد توقفه ربع قرن، والتف حوله الوفديون ليسطروا التاريخ الجديد لبيت الأمة، ولا ينسى التاريخ موقف فؤاد باشا سراج الدين ودوره البطولى الكبير، الذى تميز بشجاعته وصلابته فى التصدى للمحتل البريطانى فى معركة الإسماعيلية، عندما أمر الضباط والجنود بالوقوف بصلابة ومقاومة المحتل البريطاني، ورفض تسليم مديرية الإسماعيلية، فى 25 يناير 1952، ونتج عن ذلك معركة مع المحتل البريطانى أسفرت عن 80 شهيدًا و120 مصابًا، واتخذت الشرطة المصرية من هذا اليوم عيدا لها.

ودوما تبعث تلك السير العطرة لزعمائنا التاريخيين برسالة إلى شباب حزب الوفد والشباب المصرى والأجيال الحالية والقادمة، ليستلهموا الدروس والعبر من تضحيات الزعماء الثلاثة من أجل الوطن، وما أحوجنا جميعا أن نستلهم من زعمائنا الخالدين فضيلة التسامح والإيثار بيننا كوفديين، وأن نتسامح جميعا فيما بيننا ونلم شملنا، واضعين أمامنا ثوابت تاريخية لحزبنا العريق، وليحيا الوفد ويظل بيت الأمة العريق رمزا حقيقيا لحب الوطن بصدق، ووطنية خالصة، والحفاظ على مقدراته، من خلال دعم مسيرة البناء والتنمية لاسيما فى ظل الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أجل دولة قوية ديمقراطية عصرية، نحلم بها جميعا رائدة فى محيطها العربى والإقليمي.

-

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد