رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

شهر أغسطس هو شهر رحيل زعماء الوفد سعد زغلول عام 1927، مصطفى النحاس عام 1965، فؤاد سراج الدين عام 2000، الأعمال الجليلة التى قام بها الزعماء الثلاثة للأمة جعلتهم يعيشون بعد موتهم فى الوقت الذى مات فيه كثيرون وهم أحياء، فقد كان سعد زغلول زعيماً وطنياً وسياسياً قديراً وقائداً ماهراً ورباناً بارعاً.. قاد ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى، وفاز فى أول انتخابات عامة تجرى فى ظل دستور 1923، وحصل أنصاره على 195 مقعداً من 214، وفاز أحدهم فى دائرة كان خصمه فيها رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم، الذى أشرف على الانتخابات، وفى 24 يناير 1924 شكل زغلول أول وزارة يرأسها مصرى من أصول ريفية، وسميت وزارة الشعب، كما فاز الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة أخرى عام 1927، وانتخب سعد رئيساً لمجلس النواب حتى وفاته، كما قام بتأسيس النادى الأهلى وتولى رئاسته، وفى الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 23 أغسطس 1927 لقى ربه عقب مرض لم يمهله طويلاً.

بعد وفاة الزعيم سعد زغلول الذى أنشأ حزب الوفد عام 1918 كجزء من الحركة الوطنية تولى مصطفى باشا النحاس زعامة الوفد، كما تولى رئاسة وزراء مصر سبع مرات حتى قيام ثورة 23 يوليو، وواجه «النحاس» دسائس القصر، وتعرض للاغتيال عدة مرات، وألغى الامتيازات الأجنبية فى مصر عقب مؤتمر منترو، وأنشأ ديوان المحاسبة، وأنشأ وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الاقتصاد الوطنى.

وبعد وفاة الزعيم مصطفى النحاس فى 23 أغسطس وهو نفس يوم وفاة الزعيم سعد زغلول ولكن بعد 38 عاماً، تولى زعامة الوفد فؤاد باشا سراج الدين، وكان سراج الدين كتلة من المواهب دفعته نحو الصفوف الأولى فى حزب الوفد وأهلته لتولى الوزارة عدة مرات، شارك مصطفى النحاس فى إلغاء معاهدة 1936 فى الإسكندرية، عندما أعلن النحاس أنها دون الطموحات المصرية فى تحقيق جلاء الاستعمار البريطانى التام عن مصر، وخاض سراج الدين معارك سياسية طاحنة ضد قوات الاحتلال البريطانى ما جعله يتبوأ مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، وهو صاحب عيد الشرطة عام 1951 عندما كان وزيراً للداخلية أصدر تعليماته لقوات الشرطة بعدم الاستسلام لقوات الإنجليز بالانسحاب من محافظة الإسماعيلية ودارت معركة كبيرة أثبت فيها المصريون قوة دفاعهم عن الوطن، وتمكن سراج الدين من إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية من جديد عام 1978 بعد تجميد الأحزاب عام 1954، واستمر رئيساً له حتى وفاته فى 9 أغسطس عام 2000. وإحياء لذكرى الزعماء الثلاثة، بدأ حزب الوفد برئاسة الدكتور عبدالسند يمامة عقد عدة فعاليات للاحتفاء بتاريخهم الوطنى، وحتى تظل أعمالهم راسخة فى عقول الوفديين، وأن تكون أمامهم فى كل لحظة، وفى المقدمة منهم الشباب، فأدعوهم جميعاً إلى قراءة أقوال الزعيم سعد زغلول أثناء فترة نضاله ضد الاستعمار أو رئاسته للوزراء أو الجمعية التشريعية لأنها أقوال للتاريخ وتصلح لكل زمان ومكان، وتشهد على قيمة هذا الرجل ووطنيته ونزاهته وقوة شخصيته وإخلاصه للأمة وهذا جانب من أقواله التاريخية التى تعتبر رسائل إلى الأمة.

ــ نحن لسنا محتاجين لكثير من العلم ولكنا محتاجون لكثير من الأخلاق الفاضلة.

ــ يعجبنى الصدق فى القول والإخلاص فى العمل وأن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون.

ــ إن من الناس ناسا إذا رأوا ضارباً يضرب ومضروباً يبكى قالوا للباكى لا تبكِ قبل أن يقولوا للضارب لا تضرب، وهو منتهى ما يتصور من الظلم والحيف.

ــ الذى يلزمنا أن نفاخر به هو أعمالنا فى الحياة لا الشهادة التى فى أيدينا.

ــ من أراد أن نخضع له ونزعن إليه ونتجرد أمامه من قوتنا وشجاعتنا فليس بيننا وبين الوصول إلى ذلك إلا أن يعمل عملاً واحداً فقط، وهو أن يحترم الحق والقانون فنخر له صاغرين.

ــ إننى رجل قد وضعت تحت تصرف أمتى عقلى واختبارى وبيانى، فإن استفادت الأمة من عملى فذلك ما يجعلنى سعيداً، وإلا فهو واجب قد أخذته على نفسى أن أقوم به لأريح ضميرى.

ــ إننا إن لم نحافظ على الصدق والأمانة فى جميع أعمالنا ضعنا وضاعت آمال الأمة فينا.

ــ لاعيب علينا فى الرجوع إلى الحق متى ظهر لنا، لأننا ما جئنا هنا لندافع عن أنفسنا وأنانيتنا بل لندافع عن الحق ونؤيده.

ــ خطتى مع الحكومة هي تأييدها إذا أصابت والتفاهم معها إذا أخطأت، وعلى الأمة البحث عن حاجتها وتعرف رغباتها ومشاورة ذوى الرأى فيها، ومع زملائى احترام آرائهم والتضامن معهم فى السعى لكل ما فيه خير عام.

ــ الصحافة حرة تقول فى حدود القانون ما تشاء وتنتقد ما تريد، فليس من الرأى أن نسألها لم تنتقدنا، بل الواجب أن نسأل أنفسنا لمَ نغفل ما تنتقدنا عليه.

ــ نحن نحب الحرية ولكننا نحب أكثر منها أن تستعمل فى موضعها.

ــ جميل جداً أن يقال لا تحجروا على الناس ولا تقيدوا حريتهم، وإنها لنغمة لذيذة يحسن وقعها فى الأسماع والقلوب، ولكننا لا نريد الحجر على الناس ولا تقييد حريتهم، بل نريد حماية الحق وصيانته من أن يتمتع به غير صاحبه من حيث يحرم منه صاحبه.

ــ كل شريعة تؤسس على فساد الأخلاق فهى شريعة باطلة.

ــ إذا احترمنا أمراً للحكومة نحترمه لأنه نافع للأمة لا لأنه صادر من تلك القوة المسيطرة.

ــ إننى رجل قد وطأت نفس على الدفاع عن الحق، وأن أتحمل فيه كل مكروه ولو كان آتياً من الذين أدافع عنهم.

ــ نحن قوم مسالمون لا مشاغبون، فإذا اشتددنا نشتد لأن الحق يطلب منا ذلك، وإذا سلمنا نسلم تسليم الأحرار لا تسليم العبيد، فالانقياد إليه مهانة ومذلة بل عزاً وشرفاً.