رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهدهد

فى ذات يوم رجع الملك إلى قصره فى ليلة شديدة البرودة، ورأى حارسًا عجوزًا واقفًا بملابس رقيقة، فاقترب منه الملك وسأله: ألا تشعر بالبرد؟! فرد الحارس: نعم أشعر بالبرد ولكنى لا أمتلك لباساً دافئاً، فلا مفر لى من التحمل.

فقال له الملك سأدخل القصر الآن واطلب من أحد خدمى أن يأتيك بلباس دافئ، فرح الحارس بوعد الملك، ولكن ما إن دخل الملك قصره حتى نسى وعده..

وفى الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف: «أيها الملك كنت أتحمل البرد كل ليلة صامداً، ولكن وعدك لى بالملابس الدافئة سلب منى قوتى وقتلنى»، لم يمت الحارس من قسوة الطقس وشدة البرودة ولكن مات قهرًا وكمدًا من إهمال الملك ونقض وعده له..مات محسورا على حلم وأمل وعشم ووعد لم يتحقق.

مئات الناس يموتون غيظاً وغماً بسبب وعود وآمال لم تتحقق، فباتت حياتنا اليومية مليئة بالوعود الكاذبة الواهية نعد ولا نفى ولم ندرك جزاء من خالف الوعد عند الله حتى فى ابسط الاشياء والتعاملات..

فإذا وعدت صغيرك بشراء لعبة أو التنزه فى مكان ما ولم تف بوعدك فأنت مخالف الوعد، إذا وعدت صديقا أو زميلا للنظر فى طلبه أو مساعدته دون أن ترد عليه سواء بالإيجاب أو السلب فأنت مخالف الوعد، إذا وعدت زوجتك أو زوجك بشيء ولم تف به فأنت مخالف الوعد.. إذا وعدت ربك بالعودة إليه أو فعل الخيرات ولم تف فأنت مخالف الوعد.

فقد قال رب العزة: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون».

«إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أكثرهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»، «كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا».

وعندما مدح الله نبيه إسماعيل قال: «إنه كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا»، فمخالفة الوعد خصلة من خصال أهل النفاق كما قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا اؤْتُمن خان فلا تقدم وعدا وانت لا تستطيع تنفيذه أو كما قال نابليون بونابرت: أفضل طريقة للالتزام بالوعد هى ألا تعد بشىء.

 

[email protected]