عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

أحب الأطفال وأعشق المزاح معهم، وكثيرًا ما أعتبر ردود أفعالهم المتباينة دليل قاطع على نوع الشخصية، والصفات المكتسبة من الأسرة، وسأستعرض موقفين فقط من مزاحى الثقيل مع الأطفال، لأعرف بعدها اجابتكم عن سؤالى الذى يتضمنه عنوان المقال.

الموقف الأول أو المقلب الأول اننى كنت أتسامر مع صديقى الشيخ محمد الجعفرى صاحب أطعم قرص عجة بقريتى، ومعى صديقى وابن عمى نادر عبدالعظيم، الذى كان عائدًا لتوه من إحدى الدول العربية، ويشتاق إلى العجة المصرية، وأثناء مداعبتتا لصانع العجة وإعجابنا بمهارته، إذا بطفلة جميلة لا تستطيع ان تصل أيديها إليه لتعطيه بيضتين، ليصنع بهما قرص عجة بعدنا، تطرق إلى ذهنى المزاح معها واختبار رد فعلها، فأخذت البيضتين لنفسى وأومات بعينى إلى الاثنين قائلا: خذ هاتين البيضتين لتصنع لى بهما العجة، فأسرعت الطفلة المسكينة لاثبات حقها، واستشهدت بصانع العجة الذى حرص على ان يتقمص دور حسن البارودى فى فيلم الزوجة الثانية قائلا لها بوجه صارم: البيضتان ملكه، فأدارت وجهها لتستنطق ثالثنا الذى أقر السرقة بنظرة حادة من عينيه، فلم تملك الطفلة البريئة الا البكاء بعد أن وجدت لصًا ومعه شاهدا زور استولوا جميعا على إفطار أسرتها بطريقة محكمة، وحاولنا جميعا تدارك الموقف واعتذرنا لها ومضت إلى حال سبيلها لينطبع فى ذهنها بأن هناك فى المجتمع لصوصًا وشهداء زور فى أى وقت وأى مكان.

الموقف الآخر حدث منذ عدة أيام، عندما توقفت أنا وزوجتى بسيارتى بإحدى القرى المجاورة، أمام فتاة تبلغ من العمر ١٢ عامًا تبيع ثمار التين الشوكى، وبمهارة فائقة قامت بتجهيز التين ووضعه فى طبق نظيف وأرسلته مع شقيقتها الصغيرة التى تبلغ من العمر سبعة أعوام وتعمل معها. فقلت لها بعد ان هممت أنا وزوجتى فى أكل التين، أنا نسيت المحفظة وليس معى أية نقود وأرجو ان تسامحينى فيما أكلت، فأصيبت بالذهول وقالت لشقيقتها الكبرى (ماعهومش فلوس وأكلوا التين) فجاءت شقيقتها الكبرى والشرر ينطلق من عينيها، فقلت لها: للأسف نسيت الفلوس، ونظرت إلى الصغيرة وأنا أحاول السيطرة على نفسى من نوبة الضحك التى انتابتنى فقلت لها: (خلاص هنأخد الأمورة الصغيرة معانا فى السيارة ونروح نجيب الفلوس) وبمجرد أن لمحت فى عينى الغدر المصطنع أطلقت ساقيها للرياح تستغيث بأهل بيتها القريب من السيارة وخلفها شقيقتها الكبرى، مؤكدتين لهم أننا عصابة خطف الأطفال، وحمدت ربى أن أقاربها يعرفوننى وشاركونى الموقف المضحك والطفلتان فى ذهول مما يحدث ثم استطرد بعضهم قائلاً إن الحديث عن اختطاف الأطفال كادا يصنعان منكما عصابة لولا حضورنا السريع فشكرتهما ووعدت زوجتى ألا أعود إلى هذا.