رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

 

نجحت الزميلة والإعلامية القديرة راندا أبوالعزم مدير مكتب قناة العربية بالقاهرة فى أن تنقل صوت السيدة إخلاص صاحبة العوامة الشهيرة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة، وأن تكون سببًا مباشرًا فى حل مشكلتها. وللأمانة كان موضوع السيدة إخلاص محل اهتمام فرضه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، وحظيت قضية إخلائها من العوامة التى عاشت فيها أكثر من 20 سنة بتعاطف واهتمام كبيرين لدى الرأى العام. ثم انتقلت القضية إلى مستوى أعلى حينما طرحتها الزميلة راندا على الرئيس السيسى مباشرة أثناء لقائه والإعلاميين على هامش افتتاح محطة عدلى منصور يوم الأحد 3 يوليو 2022.

لقد انتهت مشكلة السيدة إخلاص بتعليمات مباشرة من الرئيس السيسى، وتم حلها بطريقة أفضل 100 مرة مما يمكن أن يخطر على فكر أحد، إذ تم تدبير شقة فاخرة تطل على النيل فى حى الزمالك لتكون سكنًا بديلًا وتعويضًا لها عن عوامتها التى سيتم إزالتها، وقد تابعت الفيديوهات التى بثتها المواقع للشقة واللقاءات التى أُجريت مع السيدة إخلاص، والشقة مُبهرة بكل المقاييس. شقة على النيل، وفى حى الزمالك الراقى الارستقراطى أفضل وأرقى بكثير من «عوامة صفيح» تلوث نهر النيل وتشوه مظهره الحضارى.

لولا اهتمام راندا أبوالعزم ما كانت معاناة هذه السيدة صاحبة الأعوام الثمانية والثمانين قد وصلت إلى الرئيس. والمؤكد أننا نستخلص الكثير من الدروس من موضوع «الرئيس وراندا والسيدة إخلاص»، أهمها أنه حين يصل صوتك إلى الرئيس، فهذا يعنى توافر ضمانات أعلى للبحث الموضوعى لما يتم طرحه، شريطة أمرين، الأول: أن يتم عرض القضية بموضوعية ومهنية دون تهوين أو تهويل، وهو ما نجحت فيه راندا أبوالعزم، ولعل ما فعلته يمثل درسًا يجب أن يتعلمه الكثير من شباب الإعلاميين حول ماهية الدور الذى يجب أن يقوم به الإعلامى. الموضوعية هى سر النجاح، وليس «التريند» والجرى وراء التعليقات والتفاعلات.

أما ثانى هذه الشروط فهو أن يتم عرض المشكلة على صاحب القرار دون وسيط، وهذا ما رأيناه فى اللقاء. لقد وفر طرح مشكلة السيدة إخلاص على مسامع الرئيس «ضمانة» حقيقية وجوهرية لبحث مشكلتها بموضوعية وحلها بعيدًا عن وسطاء قد يتطوعون بالقيام بأدوار كفيلة بأن تهدر أى مسعى نبيل، وهم يتصورون أنهم يحسنون صنعًا بما يفعلون. فالخير موجود، ولكنه فى حاجة إلى ناقل أمين يقوم بهذا الدور لوجه الله.

وقد رحب الرئيس السيسى بذلك، وقال نصًا وحرفًا: «كل التقدير لأى موضوع إنسانى، وعلى دماغى من فوق أى إنسان مصرى خاصة لو كانت سيدة مُسنة».

وأشار الرئيس إلى أنه يجرى حاليًا إعادة ترتيب وتنظيم الدولة، وشدد على ضرورة تقديم التعويض المناسب لمن يتعرضون لإجراءات من عمليات التطوير، وضرب مثالًا بجزيرة الوراق، حيث تتم إتاحة عدة خيارات أمام الأهالى وهى: التعويض، أو الحصول على شقة، أو البقاء فى نفس المكان بعد تطويره.

وقال الرئيس بالنص والحرف: «اللى أنت عاوزه».

وعاد للحديث عن موضوع السيدة إخلاص بقوله: لكن فى النهاية تتظلم ولا تُراعى ظروفها.. لا. وقال بنبرة حاسمة: «لا هاتتظلم.. ولا ما يتراعاش ظروفها».

ولم تمض أيام حتى كانت السيدة إخلاص تجلس فى شقتها الفاخرة بحى الزمالك.

هناك العديد من الملفات التى أتمنى عرضها على السيد الرئيس بكل موضوعية وأمانة وتجرد، وأثق أن حلولًا عادلة وعاجلة ستكون موضع التنفيذ.

[email protected]