رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أذكر أننى دعيت لمهرجان بغداد الأول مع وفد مصرى ضم 45 نجمًا ما بين إعلاميين وصحفيين ومخرجين، كنت وقتها فى وضع أشبه بالاعتقال حتى إننا فى المنزل كنا ننتفض مع كل صعود للأسانسير وغلق بابه انتظارًا لدق جرس الباب، وحينما تلقيت الدعوة تساءلت هل سيسمحون لى بالسفر، بالفعل سافرت إلى العراق وفى صالة كبار الزوار فى مطار بغداد سمعنا فى الميكروفون «الأستاذ على عبد الخالق صالح بناءً على تعليمات الأمن المصرى مطلوب مغادرته إلى القاهرة»، الجميع كان فى حالة صمت وأنا الوحيد الذى منع من دخول بغداد، ولم يكن معى سوى 10 دولارات فماذا سأفعل؟ انتهى الصمت وانشغل الكل فى الحديث مع الآخر، بعدها خرج الصوت من الميكروفون «الأستاذ على عبد الخالق صالح هذه كانت مداعبة من الأستاذ لطفى الخولى، انفجر الجميع فى الضحك وكنت مستاء جدًا حتى قبلنى فى رأسى واعتذر».. 

تلك كانت بعض سطور من ذكريات المخرج المبدع الكبير على عبد الخالق الذى ندعو له مع كل عشاق إبداعاته أن يمن الله عليه بنعمة تجاوز آلام المرض وتداعياته، عبد الخالق صاحب «الممر» الأروع لوجدان الشعب المصرى بتفرده فى مجال تقديم «سينما الوطن والمواطن» برؤية مصرية خاصة جدًا.

أول أعماله الروائية الطويلة هو «أغنية على الممر» الذى حقق نجاحًا كبيرًا وما زال من أقوى الأفلام التى تُعرض فى المناسبات الوطنية، وكتب 4 أفلام كقصة أو سيناريو وأخرج ما لا يقل عن 50 عملًا فنيًا منها 7 مسلسلات وأفلام تسجيلية وطويلة، قدم المخرج حسن الإمام ممثلًا من خلال فيلمه «مدافن مفروشة للإيجار» وشرع فى تكرار التجربة مع المخرج سعيد مرزوق لكنها لم تكتمل، سعى لعمل ثلاثية سينمائية عن الحرب بعد نجاح «أغنية على الممر» لولا تغيير المناخ السياسى وبعد التحضير لعام كامل، ابتعد عن السينما بعد أن تبدلت المنظومة وآثر أن يأخد مقعد المتفرج.

 يذكر مخرجنا الرائد عبد الخالق بعد عرض فيلم «أغنية على الممر» دعانى اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة لعمل ندوة عن الفيلم ومعى صلاح السعدنى وسامى السلامونى، عرض الفيلم فى مدرج به 1000 متفرج، ولم تُقَم الندوة بل تحولت إلى هتافات ضد الرئيس أنور السادات والنظام فيما سمى بعام الحسم سنة 1971، وخرج الطلبة وعمال حلوان فى مظاهرات، وكنت ألتقى بأصدقائى فى قهوة «إيزابيتش» فى ميدان التحرير، لم تعد موجودة الآن وحلت محلها شركة طيران كنا نجلس عليها، كان عمدة تلك الجلسة هو سامى السلامونى كما جلس عليها أغلب نجوم مصر ومنهم محمود ياسين ونادية لطفى، كنا نسهر مع الطلبة المتظاهرين وندعوهم للشاى والقهوة، تركناهم فى الثانية صباحًا وفضت المظاهرة فى الرابعة صباحا بالمياه، تلك الفترة كانت ساخنة على المستوى الاتحاد الاشتراكى، لم نكن يوما أعضاء فيه وصدرت تعليمات بعدم تعامل أجهزة الإعلام معنا، المسموعة منها والمرئية والمكتوبة، كانت الأسماء هى على عبد الخالق وسامى السلامونى وصلاح السعدنى وكل يسار مصر مثل محمود أمين العالم ولطفى الخولى، توقفت بعدها عن العمل لفترة.

  ..

« وللمقال تتمة «