الهدهد
لم تكن ثورة يوليو الوحيدة التى غيرت واقع الحياة على أرض مصر بل لمصر تاريخ طويل حافل بالثورات أثبت من خلالها الشعب المصرى أنه شعب يتميز بالصبر والشجاعة.. شعب لم يكن يوماً مسالما أو خانعا.. شعب يرفض الذل والهوان ولا يقبل يوماً بالعدوان فمن أين تكمن قوة مصر وشعبها؟! بالطبع من قوة وعزة جيشها.
الجيش الوحيد الذى ذُكر فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولمَ ذلك يا رسول الله؟، قال لأنهم فى رباط إلى يوم الدين. هو أقدم جيش عرفته البشرية تأسس قبل أكثر من 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالى عام 3200ق.م.
جيش خاض معارك كثيرة ضد جيوش ضخمة هاجمت مصر كم هائل من المعارك التى توجت بنجاح باهر وانتصارت ساحقة بداية من معركة قادش، مجيدو، حطين، عين جالوت، المنصورة، عكا وغيرها ضد المغول والصليبيين!
تحيا مصر.. تحيا مصر.. شعار ثابت يردده الشعب خلف الجيش فى كل الثورات والحروب ثورة يوليو.. حرب ٧٣.. وانتهاء بثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
الجيش المصرى لم يكن يوما مجرد أداة للحروب بل الساند والداعم والحامى والمدافع للشعب ومطالب الشعب.. هو المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع..
تفوق الجيش المصرى على جيوش العالم عددًا وعدة، وما زال يصنف أكبر جيش فى أفريقيا والشرق الأوسط، واحتل قائمة أقوى الجيوش فى الشرق الأوسط بعد أن احتل المرتبة الـ12 عالميا فى تصنيف «جلوبال فاير باور» المتخصص فى ترتيب الجيوش حول العالم لعام ٢٠٢٢.
إنهم رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، ضحوا بالغالى والنفيس من أجل بقاء الوطن.. دماؤهم المختلطة بتراب الوطن يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار.
لو كتبت العمر كله عن الجيش المصرى لنفد العمر قبل أن ينفد حكايات وبطولات الجيش المصري.
أعشق بلدى وتراب بلدى وجيش بلدى.. وأسعد وأفتخر عندما أكتب فى خانة الجنسية «مصرية» وعندما أطوف ببصرى وأتابع أحوال البلاد والعباد أحمد الله الذى أنعم على مصر نعمة الأمن والاستقرار.. بفضل قيادة سياسية حكيمة وواعية وجيش وشعب على قلب رجل واحد.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا.