عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

تساؤلات كثيرة فى تلك الجريمة التى ارتكبتها المدعوة غادة والى فى تصميم لوحات محطات مترو الانفاق، والصمت على هذه التساؤلات لا يفيد لاسيما، وأن ما حدث تناولته صحف عالمية ومواقع مؤثر، ومن ثم فإن ما حدث يمس صورة مصر فى الخارج كثيرا.

التساؤل الأول يبدأ من تلك اللحظة التى تم فيها الدفع بهذه الفتاة، لتتحدث أمام رئيس الجمهورية فى أحد مؤتمرات الشباب، وتقدم عرضا لمشروعات تتعلق بالرؤية البصرية لأماكن سياحية وتراثية تاريخية مصرية.

ملخص السؤال كالتالى من وراء الدفع بها فى المؤتمر وإتاحة الفرصة أمامها لعرض أفكارها ومشاريعها، دون أن يتأكد من جدية عملها وتميزها وحدود موهبتها وكفاءتها الفنية، خاصة وأنها ستتحدث أمام رئيس الجمهورية.

قد يكون من اختارها قد جانبه الصواب، وقد يكون أساء التقدير أو تصرف بحسن نية، كل ذلك مفهوم إذا كان الأمر قد انتهى بانتهاء المؤتمر، لكن أن تحصل على مشاريع كبرى تنفذها هيئات حكومية بملايين الجنيهات فهذا ما يفجر بقية الأسئلة.

الناس تريد أن تعرف كيف حصلت على مثل هذه العقود الضخمة، وهل تم إجراء مسابقات مفتوحة لاختيار أفضل تصميم، وهل تم إجراء مناقصات لاختيار أنسب عرض مالى من حيث القيمة والجودة قبل التنفيذ، وهل هناك لجنة مسئولة تسلمت هذه الأعمال، وكيف تسلمتها وقد رأينا بوستر يتم نزعه بسهولة من حائط محطة المترو، وهو لا يتكلف بضعة آلاف من الجنيهات ولم نرَ تصميما فى جسم البناء المعمارى للمحطة..

ثم وماذا بعد؟

ماذا تم مع هذه السيدة وكيف سيتم استرداد ما حصلت عليه من أموال دون وجه حق، ومن سيدفع التعويضات المالية التى يطالب بها الفنان الروسى الذى تمت سرقة تصميماته، والأكثر خطورة من يدفع ثمن تلك الفضيحة التى أساءت لجهود البناء والتعمير الجارية فى طول البلاد وعرضها؟

إذًا، نحن أمام عملية تمت دون أن يحيطها أى نوع من الشفافية، ولا نريد ان تمر دون أى نوع من المحاسبة، وأخشى أن يتخذ البعض من هذه العملية دليلا على اختراقات هنا وهناك لاسيما، وأن مصر تنفذ مشروعات بأرقام خرافية لم تشهدها فى تاريخها الحديث.

صحيح أن الأخطاء واردة، لكن من المهم سرعة تدارك الأخطاء وحساب المقصرين، سواء كانوا جهات أو أفرادا فإذا كنا نمضى بأقدام ثابتة نحو الجمهورية الجديدة، فلا أظن أنه يمكن بناء هذه الجمهورية على قواعد الفهلوة والمحسوبية والعلاقات العامة التى لا تستند إلى أى كفاءة أو موهبة أو جدارة علمية أو استحقاق.

وإذا كانت الشركة المسئولة عن تشغيل المترو قد بادرت بالاعتذار للفنان الروسى، وسارعت بإزالة الملصق الفضيحة  تكون قد تصرفت التصرف الصحيح والشجاع، تصرف من لا يخشى المحاسبة أو المساءلة ومستعد لتحمل النتائج وهى روح إيجابية نحييهم عليها، لكن يبقى المهم كيف ستتم محاسبة غادة والى على ما ارتكبته، لأن ما ارتكبته ليس خطأ وليس عملا تجاريا صرفا، انه جريمة مكتملة الأركان قوامها الغش والتدليس وخيانة الثقة والأمانة، ولا أظن أن جريمة مثل تلك يمكن ان تمر دون عقاب فى عصر عبدالفتاح السيسى.