عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الوقت الذى تتحرك فيه الدولة على قدم وساق وعلى جميع المستويات، لإرساء قواعد الصورة المكتملة للجمهورية الجديدة ولمصر فى ثوبها الجديد، بعد أشواط كبيرة وثبات فارقة باتجاه إحداث تنمية شاملة أساسها بناء المواطن المصرى بجميع فئاته وإعداده، ليكون مؤهلا ومواكبا للتغيرات التنموية بعد عقودٍ طويلة من الإهمال، فإن هذا التحرك الذى شمل جميع قطاعات الحياة والمجالات الأساسية التى من شأنها تأمين العيش الكريم والتطلع بقوةٍ إلى المستقبل، كان لابد أن يتواكب مع ذلك انسحاب التجربة المصرية الحديثة على دنيا السياسة ووجود حياةٍ ديمقراطية تليق بهذا المسار الواثق، فبعد ممارسة الاستحقاقات الدستورية والتطرق إلى نشر الوعى العام والسياسى نبلغ نقطةً محورية بإطلاق حوار سياسى جامعٍ وشاملٍ مع جميع القوى والكيانات دون استثناء ولا تمييز، فى توقيت مهم ولحظة تاريخية، وباتجاه إحداث نقلة نوعية فى المسار السياسى الذى يعد هذا الحوار تدشينًا لمرحلة جديدة فيه عبر النقاش المفتوح والموضوعى فى القضايا المهمّة بين مختلف فئات الشَّعب، وفصائله وأحزابه، غير أن هذه الفرصة التاريخية لإفراز نخبة سياسية أكثر وعيا تحتاج إلى تقدير قيمتها والاستعداد لها قبل المشاركة بعد سنواتٍ عجافٍ مضت شهدت عزوفا تاما لأهل النخبة عن المشاركة وعن العمل السياسي، لأسباب عديدة، منها انتفاء نية الإصلاح فى مؤسسات الدولة وطمس المجال العام وإقصاء النخب السياسية، لكن ظلت أكبر المعوقات أمام تحقيق خطوات ناجعة فى حراك العمل السياسى تلك الصراعات التى أصبحت نمطًا متكررًا ودائما ما تنهش جسد وروح الكيانات السياسية والحزبية المختلفة، وتشتت الجهود التى من المفترض أن توجه نحو المشاركة الفاعلة للنخب فى مواجهة التحديات والأزمات التى تمر بها البلاد، وجعلت الصراعات الداخلية ـ التافهة أحيانا ـ الأحزاب تذهب بعيدا عن القيام بدورها الحقيقى فى مساندة الوطن والمجتمع بالقضايا المختلفة إلى الشرود البعيد عن السرب وإضاعة الفرص فى الشخصنة والخلافات، ما يتنافى مع القيم الأصيلة التى أنشئت على أساسها الأحزاب والتى تهدف فى الأساس إلى الوصول لنتائج مؤثرة فى العمل السياسى العام بسعى قائم على التجرد انطلاقًا من المبادئ التى آمن بها واعتنقها رجالات الأحزاب الحقيقيون لتنفيذ برامج كل حزب يصورةٍ مُثلى وكذا استحقاق ثقة المواطن كطرفس أصيل فى المعادلة.

ومما لا شك فيه أن أى بناء ديمقراطى بحاجةٍ إلى التمسك بالقيم التى تقتضيها مجريات أى عمل سياسى، وحزبى وصولا إلى النضج الديمقراطى عبر ثقافة تنتصر لحسابات العقل والتجرد بعيدًا عن الأهواء الشخصية والنزعات والمطامع وتصفية الخلافات، وبالحرص على التفكير الجمعى والتشاور والاستفادة من قيمة الاختلافات وتقدير الرموز ومنح الثقة للكفاءات المختلفة، والتعاون الجاد والاعتماد على الشباب ودعمهم، مما يجنب مصير التهميش التلقائى نتيجة عشوائية الأداء ومن ثم الوصول إلى شبح الكيانات الورقية، ولندرك أن نجاح النخب السياسية فى التوافق وتبادل الرؤى على تأكيد قيمة العقل والفهم الصحيح للحوار فى الدوائر القريبة بين أبناء كل نخبة، هى العوامل التى من شأنها أن تعزز وجود أى كيان سياسى كمشاركٍ أصيل وفاعل ومؤثر فى ترسيخ وتفعيل الأسس الديمقراطية والمشاركة فى بناء الوطن.