عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م... الآخر

 

 

قبل فترة السبعينات، كانت السمة العامة للمجتمع المصرى، هى استخدام وسائل المواصلات العامة، ولا يجد المصرى أى مشكلة فى استخدام هذه المواصلات بمختلف أنواعها (الأوتوبيس، المترو، والترام) من أجل الذهاب والعودة إلى منزله، وكان اقتناء السيارة عندما يصل إلى سن لا يستطيع معه التنقل باستخدام المواصلات العامة، يقوم بشراء السيارة فى حالة القدرة المالية، وفى فترة السبعينات ومع الحراك الاجتماعى الكبير للمجتمع المصرى، وتدفق الأموال من دول الخليج، بدأت النظرة تتغير إلى المواصلات العامة ويتجه الكثير إلى امتلاك السيارات، وتحولت إلى نوع من الصعود الاجتماعى والوجه الاجتماعية، وأصبح الطلاب يمتلكون سيارات خاصة للذهاب بها إلى الجامعة، وأمام هذا المد بدأ احتقار المواصلات العامة وزاد من هذه النظرة عدم اهتمام الدولة بها هذا ما تناوله الكاتب الدكتور جلال أمين فى كتابه ماذا حدث للمصريين تطور المجتمع المصرى فى نصف قرن 1945 – 1995 من الصفحة 178 إلى 190.

وبعد هذه السنوات ماذا حدث للمجتمع المصرى، لقد تحولت السيارة الخاصة إلى وسيلة ضرورية من أجل التنقل الأمن بأفراد الأسرة من مكان لآخر، أو من أجل الذهاب والعودة إلى العمل، خاصة فى ظل عدم القدرة على التحكم فى أوقات المواصلات العامة الحكومية منها أو الخاصة مثل الميكروباص وما شابها، ورغم اهتمام الدولة خلال السنوات الأخيرة بتطوير المواصلات العامة، إلا أن هذه المواصلات ما زالت تعانى من عشوائية فى المواعيد، حتى مترو الأنفاق يعانى من الكثير من المشاكل مثل انتشار الباعه الجائلين وغيرها.

ورغم أهمية السيارة الخاصة، فإنها حولت شوارع القاهرة ومدن مصر إلى عشوائية كبيرة، فى ظل عدم وجود جراجات كافية لاستيعاب هذه السيارات، حتى فى الأماكن الجديدة لا يوجد أى رقابة من الاحياء على العمارات الجديدة، فسرعان ما يتحول الجراج إلى مخزن للمحلات التجارية، أو أن الجراجات لا تستوعب عدد الشقق فى العمارة، ومثال على هذا زهراء المعادى، والأحياء السكنية بطول الطريق الدائرى مثل: كمبوند السرايات وهى من الأماكن الجديدة حتى لا يجد رؤساء الأحياء أى مبرر فيما يخص الأحياء القديمة مثل: حدائق المعادى والمعادى ودار السلام والبساتين، ورغم أن كثير من العمارات تم هدمها وبناء أبراج فلم يتم مراعاة وجود جراجات بها وهو ما يتطلب نظرة شاملة من أجل عودة النظام والجمال لشوارع مصر.