عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المبادرة الأخيرة التى أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، تحت عنوان «لتسكنوا إليها»، لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج، لاقت صدى طيبًا وتفاعلًا كبيرًا فى أوساط الشباب، خصوصًا أنها تأتى فى وقت طال الغلاء كافة جوانب الحياة.

مبادرة طيبة تحتاج للبناء عليها، خصوصًا أنها تهدف إلى القضاء على العادات السيئة المتبعة فى الزواج، بهدف تيسير الأمور المتعلقة به ومواجهة المغالاة فى تكاليفه.

وبقراءة متأنية للمبادرة نجد أنها تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف، أملًا فى تيسير الأمور المتعلِّقة به، من خلال ثلاث مراحل، الأولى خلال فترة الخِطبة، وتسعى لترسيخ مجموعة من الأمور أهمها قصر مراسم الخطوبة على قراءة الفاتحة وحضور درجات القرابة الأولى ودبلة فقط، وضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل.

أما المرحلة الثانية فتتضمن الإعداد للزواج، من خلال دورة مكثفة للزوجين فى التأهيل الأسرى، والاتفاق على الذهب بالقيمة وإثباته فى قائمة المنقولات بالقيمة لا الجرامات، فيما تشمل المرحلة الثالثة إجراءات الزواج وتتضمن إلغاء جلسات التصوير وشهر العسل وكسوة الأهل من الجانبين.

ويبقى التساؤل مشروعًا عن الآلية التى سيتبعها الأزهر لتنفيذ المبادرة، وهل مجمع البحوث الإسلامية سينتقل إلى واقع الناس عمليًا ليحثهم على ذلك من خلال أئمة الأوقاف وأساتذة الجامعة الأزهرية؟

لقد أصبحت قضية ارتفاع تكلفة الزواج والأعباء التى يكبل بها الشباب عائقًا مريرًا وتعثرًا شديدًا، فى سبيل تحقيق أحلام هؤلاء الشباب فى تكوين أسرة طبيعية وحياة زوجية، ليصبح المجتمع حبيس المغالاة والمفاخرة وقوائم منقولات خرافية ومصائب اجتماعية لا توصف.

ولذلك تنتهى أحيانًا بالحبس أو الفشل الأسرى وتحطيم الآمال، إضافة إلى ظهور أمراض اجتماعية ظواهر سلبية عديدة وقضايا فى المحاكم، ولذلك انطلقت المبادرات الأزهرية والاجتماعية، لوضع حد لتلك الظاهرة المؤرقة التى باتت تهدد سلامة المجتمع ومصير قطاع عريض من الشباب.

إن الزواج أو النكاح يعد أحد أهم مقاصد الشريعة وهدفًا من أهدافها، لما فيه من حفظ النسل والعرض وإحصان الفرج، كما أن بناء الأسرة التى هى اللبنة الأولى فى المجتمع، وبه الاستخلاف وإعمار الأرض، ولذلك يجب التيسير على الشباب، من خلال عدم المغالاة فى المهور من شبكة وهدايا ومؤخر صداق وقائمة المنقولات، وغيرها من الأمور المادية التى ترهق كاهل الشاب وتجعله يستدين، فيقبل على الزواج مهمومًا يفكر فى قضاء ما عليه من أموال أو قروض، ما يسبب له ضيق الید، وبالتالى يعقبها مشاكل زوجية تؤدى إلى الطلاق المبكر، الذى أصبح ظاهرة خطيرة تؤرق المجتمع.

نتمنى أن نرى قريبًا إقامة أفراح جماعية لتقليل تكاليف الزواج، وتنظيم ندوات ودورات توعوية لأولياء الأمور والشباب عن كیفیة الاختيار وتقديس الحياة الزوجية، وحث الأغنياء على إخراج زكاة أموالهم وحثهم على مساعدة الشباب المقبل على الزواج.