عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

هل يجب أن نخاف من «ديزني» وأخواتها وشركائها وجيرانها وأبناء عمومتها؟!، هذا ليس سؤالًا يبحث عن إجابة، بل ينتظر قرارات حاسمة من جميع المؤسسات لحماية أطفالنا وشبابنا، ومجتمعاتنا العربية ككل، والانتباه إلى خطورة «مجتمع الميم» ومافيا الشذوذ فى العالم، وليس من «ديزني» فقط التى تعتبر من أهم أدوات الترويج ونشرالشذوذ بين الأطفال.

ــ «مجتمع الميم» مصطلح للتعبير عن المثليات والمثليين ومزدوجى الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا، ويشير إلى الحروف الأولى من الكلمات السابقة.

ــ كانت بداية التحول الفعلى لمجتمع «الميم» فى العالم عام 1969، حين هاجمت الشرطة حانة فندق «ستون وول» مركز تجمع الشواذ فى نيويورك، واندلعت بعدها المظاهرات لمدة ثلاثة أيام تنادى بحق الشذوذ، وفى الذكرى السنوية لتلك الحادثة 1970، خرج مئات من المثليين فى مسيرة، أطلقوا عليها اسم مسيرة الكرامة، ووصل عدد المشاركين 600 ألف تقريبًا فى مسيرة واشنطن 1987، واستمرت تلك المسيرات حتى الآن.

ــ بدأ «مجتمع الميم» من الظلام والتخفى والعار والشعور بالذل والاضطهاد، إلى تنظيم مسيرات تجوب أكبر ميادين العالم للدفاع والمطالبة بحقوقهم الشاذة، بدعم من منظمات عالمية، ودول كبرى، بل وشركات عابرة ومتعددة الجنسيات، بعد نجاح لويس جورج تين مؤلف «رهاب المثلية الجنسية» بجعل العالم يتبنى هذا اليوم – مسيرة الفخر– والاعتراف به رسمياً، وتم اختيار 17 مايو للاحتفال بهذه المسيرات– الفخر بالنسبة لهم– والعار بالنسبة للفطرة السليمة. 

ــ وبعيدًا عن سبب اختيار هذا اليوم تحديداً، فالتفاصيل كثيرة، أين اللغز إذًا؟ وكيف تحول «مجتمع الميم» ليصبح بهذه القوة، ويملك هذا التأثير فى السياسة والاقتصاد؟، هذا التأثير الذى جعل تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا، يشير إلى إنجاز ضمان حقوق المثليين خلال فترة حكمه.

ــ ما سر هذا التأثير، الذى جعل الرئيس الأمريكى جو بايدن يعلن عن تعيين «كارين جان بيير»، كأول امرأة سوداء مثلية متحدثة باسم البيت الأبيض، ويسارع مسئولون أمريكيون بنشر رسائل دعم، لمن ينتمى لهذا المجتمع فى كل فعالياتهم.

ــ ما السر إذاً، الذى جعل عدداً من الدول تسمح للمثليين بتبنى أطفال!، وتجيز أخرى زواج هذه الفئة، مثل السويد التى اعترفت رسمياً بزواج هذه الفئات فى 1944؟!.

 

ــ ما هو السر الغامض الذى جعل «مجتمع الميم» قوة يحسب لها ألف حساب، ويعلن أكثر من 100 نائب برلمانى فى ألمانيا عام 2011 عن نيتهم مقاطعة جلسة برلمانية أثناء زيارة البابا لبرلين، بسبب موقف الفاتيكان السلبى تجاه المثلية الجنسية؟!.

ــ من يقف خلف هذا اللوبى، كى يقوم الرئيس الأمريكى بارك أوباما، بكسب رضاهم، ليكون أول رئيس تنشر صورته على غلاف مجلة تابعة لمجتمع المثليين، وتعلن المجلة الأمريكية للمثليين «out» أن أوباما حليف العام للمثليين والمتحولين جنسياً؟!.

ــ هذه الدول والشركات والمنظمات العالمية التى تضغط علينا بين الحين والآخر، لم تعد تتسابق فقط بتقبل هذا المجتمع وأخلاقياته والدفاع عنه، بل بدأت تسعى للتنافس فيما بينها.. من يعطى لهم حقوقًا أكثر؟، من يدافع عن هؤلاء أكثر؟، من يكسب رضاء وتأييد هؤلاء أكثر فأكثر؟!!.. وهنا الخطر الحقيقى على أطفالنا وشبابنا ومجتمعاتنا العربية ككل، وعلينا الانتباه جيداً.

ــ الخطر يزداد ويقترب كل يوم عن سابقه، الخطر يزداد ويحتاج المزيد من إجراءات الحماية لأطفالنا وشبابنا بعد أن بات الجميع متأكداً، أن شركة ديزنى، لن تتوقف عن مشروعها لدعم «المثلية»، ولن تتراجع خطوة واحدة، حتى يتقبل الأطفال فكرة «المثلية»، وتعهد الشركة رسمياً بدعم «مجتمع الميم» بنسبة لن تقل عن 50 فى المائة، فى محتواها الترفيهى بحلول نهاية هذا العام.

ــ الخطر يزداد بعد اكتشاف خدعة «ديزني» وتحذير عضو الكونجرس الجمهورى «جيم بانكس» بأن ديزنى تتعمد التأثير على الأطفال الصغار، من خلال أجندتها السياسية والجنسية، وتحذير المذيعة الأمريكية «ميغان كيلي» بأن ديزنى ستعلم الأطفال المثلية الجنسية.

ــ الخطر يزداد، ليس من اليوم أو من تلك اللحظة، بل من وقت استضافة مدينة ديزنى لاند فى كاليفورنيا احتفالات يوم «مثليى الجنس » ويوم احتفال «المثلى الصغير» لمدة تسعة عشر عامًا سابقة تحت مرأى ومسمع من الجميع، ونحن لم ننتبه!.

ــ الخطر يزداد، إذا كنت ممن يعتقدون أن الرقابة التقليدية وحدها قد تنفع فى مواجهة هذه المنصات والشركات العالمية الترفيهية، بعمل تصنيفات عمرية، فأنت واهم إذاً، لأن المحتوى الترفيهى والرسائل المدسوسة فى الأفلام المتحركة، أقوى تأثيراً، ومع قليل من الإبهار والحركة والموسيقى، سينسى الجميع - خاصة أطفالنا- كل ذلك، وسيقف منتبهًا متعاطفًا مع طفل صغير فقير منبوذ من أسرته ومجتمعه لأنه مثلى!

ــ الخطر يزداد، مع ازدياد التزام وتعهد شركات الترفيه العالمية بالدفاع عن «مجتمع الميم»، ونحن لا نملك أدوات صناعة محتوى ترفيهى قيّم لأطفالنا، يمكن أن ينافس هذه الشركات، ويجعل أطفالنا عرضة لابتزاز مثل هذه الشركات وهذا المحتوى، فقد أعلنت شركة ديزنى فى مارس 2017 عن أنها لم ولن تقتطع من فيلم الجميلة والوحش مشهدًا عن المثلية الجنسية، من أجل عرضه فى ماليزيا، كما أصدرت استوديوهات «مارفل» الأمريكية بيانًا رسميًّا تؤكد فيه دعمها لمجتمع المثليين بأعمالها، وذلك كنوع من الاحتجاج على الرقابة فى الدول العربية والصين، وروسيا، وماليزيا، وأكدت قبل ذلك أيضاً، إدانتها بشدة جميع القوانين التى تنتهك حقوق الإنسان الأساسية لمجتمع الميم، وتعهدت بمواصلة دعمهم من خلال أعمالها الفنية.

ــ الخطورة ليست على أطفالنا من هذه المنصات فحسب، الخطورة الحقيقية تكمن فى «مجتمع الميم» ذاته بأفكاره وأساليبه، والمؤسسات والدول الداعمة له، والتى تسعى لهدم الأسرة وتفكيكها، باستخدام شعارات، ومصطلحات فضفاضة وتمريرها على الأذهان، مثل الصحة الإنجابية، وحقوق الشباب والمراهقين والاستمتاع بالصحة الجنسية، وتكوين أسر غير نمطية، أو مصطلح حرية الحياة غير نمطية، تعدد أشكال الأسرة، المتحدين والمتعايشين.

ــ تغير «مجتمع الميم» من فئة منبوذة فى الظلام، إلى مافيا تكبر وتتوحش، وتتحول إلى مجتمع يتم الدفاع عنه، والترويج له، وأصبحت له حقوق يناضل من أجلها فى مسيرات تجوب دول العالم!، بل أضحى من يناهض هذا المجتمع أو طبيعته غير الأخلاقية، والمرفوضة من جميع الأديان السماوية، والفطرة السوية فى مرمى نيرانهم!.

ــ الأدهى والأمر أن «مجتمع الميم» يخطط ويبحث الاستفادة من خطة 2030 للتنمية المستدامة التى تم الإعلان عنها فى نيويورك 25 سبتمبر 2015، وقد طالب القائمون وكالات الأمم المتحدة وهيئاتها المجتمعة، بالتحرك بشكل عاجل للقضاء على العنف والتمييز ضد المثليات والمثليين ومزدوجى الميول الجنسية ومغايرى النوع الاجتماعى، وثنائى الجنس من البالغين والمراهقين والأطفال، ويعمل «مجتمع الميم» الآن على تضمين أفراده ومنظماته فى عمليات تنفيذ جدول أعمال 2030، ورصدها ومراجعتها ومتابعتها لضمان مراعاة وجهات نظرهم وحقوقهم ومعالجتها تحت شعار «لا أحد يتخلف عن الركب».

- فى النهاية ومع الدعم غير النهائى من الدول والشركات العالمية لـ«مجتمع الميم»، فإن تحذير الأزهر وحده من التطبيع الممنهج للشذوذ الجنسى الموجه للأطفال ليس كافياً، تقديم طلبات الإحاطة وحده ليس كافياً، الوضع أخطر بكثير ويحتاج تضافر الجميع من الأسرة إلى المجتمع العربى ككل، للحفاظ على أبنائنا من هذا الخطر القادم وبقوة، اللهم إنى قد بلغت؛ اللهم فاشهد.

[email protected]