رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كل يوم نفقد رفيقا من رفقاء الدرب.. هذا الدرب الذى بدأ منذ منتصف الثمانينات.. شباب جاء من كل أنحاء مصر.. حلمهم الكبير أن يكون صحفيين يشار السهم بالبنان.. معارك كثيرة خضناها فى جريدة الوفد وفى النقابة وفى السياسة وأحداث حزينة وسعيدة ممررنا بها.. الأيام مرت سريعا علينا، فجاء وبدون مقدمات وبدون إحساس بأن العمر يجرى... بدأ رفقاء الدرب يتساقطون.. يختطفهم الموت واحدا تلو الآخر.. كل يوم نذهب لتشييع جثمان زميل او صديق.. وآخر هؤلاء ملاك من ملائكة الصحافة المصرية.. رجل لم يكن فى يوم من الأيام كذوبًا أو حاقدًا.. كلمة الحق عنده هى المعيار الأساسى لحياته.. مبتسم.. يعرف حدود الله..

 فقدت أخى وصديقى وزميل العمر يسرى شبانة.. مشوار طويل من العمل معًا فى جريدة الوفد ثم فى بوابة الوفد الإلكترونية.. كان يتحمل المسئولية ويؤديها بكل أمانة وصدق وإخلاص.. دقيق فى عمله لم أتدخل يومًا فى وظيفته.. وكنت أحمل عليه أعباء فوق طاقته كان يؤديها بحب وإخلاص.

يسرى شبانة لم يكن صحفيًا فقط ولكن كان مديرًا موهوبًا.. يعرف أصول العمل الإدارى.. ويعرف وقت الشدة كيف يكون شديدًا ووقت اللين كيف يكون لينًا.. كان يظهر الشدة على الزملاء ويأتى إلى ويقول لى«ارخى معهم أنت».. همه كيف يسير العمل بانتظام وانضباط.

يسرى شبانة لم يخن الأمانة التى حملها فى حين خان غيره.. لم يتربح من عمله.. فى الوقت الذى فلعها غيره.. لم يضرب زملاءه بخنجر من الخلف حتى يصعد على أكتافهم ويأخذ مكانهم.. فى الوقت الذى تلقى فيه عشرات الخناجر فى ظهره من ناس ساعدهم وأخذ بيدهم فى سلم الصحافة وعندما اشتد ساعدهم طعنوه من الخلف، كان يشكو منهم لكنه كان يسامحهم فى أول لقاء بهم.

يسرى شبانة البشوش صاحب القلب الطيب النقى.. صاحب الابتسامة الرقيقة.. لم يكن يوما مؤذيا ولم يكن يحمل حقدا فى قلبه وعقله.. كان كارهًا للظلم.. متعاطفًا مع كل مظلوم حتى لو لم يعرفه.. حاز على تقدير واحترام الجميع.. حتى مصادره فى جميع مديريات الأمن.. كانوا يحبونه ويحترمونه.. بل يمدونه بالأخبار قبل زملائه ثقة فيه وتقديرًا لأدبه الجم.

 لم يكن يسرى شبانة إلا ملاكًا فى صورة بشرية.. فكم الحب الذى لاقاه يوم وداعه من اصدقائه وتلاميذه والدعاء له بالرحمة جعل الدموع تغلبنى فراقا عليه رغم أنى تعودت على مشهد الموت فى السنوات الأخيرة فقدنا فيها أحبابًا وأصدقاء وأخوة كان يملأون حياتنا بهجة وسرورا..

 رحم الله يسرى شبانة الذى توفى فى نفس الشهر الذى توفى فيه الصديق الغالى المرحوم عماد يونس وعلى ما يبدو أننا فى شهر يونيو على مواعد مع الأحزان

اللهم ارحمهما واغفر لهما وأدخلهما فسيح جناتك.. فأنت السميع المجيب.