رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي فكرة

 

 

 

يبدأ الرئيس الأمريكى «بايدن» زيارته للمنطقة بزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية فى الثالث عشر من يوليو، يتوجه بعدها بيومين إلى السعودية فى زيارة تستغرق يومين آخرين  يلتقى خلالها العاهل السعودى وولى عهده الأمير «محمد بن سلمان» ويحضر أثناءها اجتماع قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجى، يشارك فيها  طبقا للرغبة السعودية، الرئيس «السيسى» والعاهل الأردنى الملك «عبدالله» ورئيس الوزراء العراقى «مصطفى الكاظمى».  

ليس عصيا على الفهم أن تبدأ زيارة «بايدن» للمنطقة بإسرائيل، وهو على أعتاب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر القادم لواشنطن، فضلا عن أنها ستغدو موضوعا للحوار مع القادة العرب.  الأخبار الواردة من إسرائيل تقول إنها ستطلب من بايدن زيادة المساعدات المالية المقررة  فى عهد أوباما، لمدة عشر سنوات من 39 مليار دولار إلى 56 مليار دولار، والمساعدة فى تجاوز الفشل الذى لحق بنظام القبة الحديدية بدعم نظام بديل أكثر تطورا، وإقناع العرب بتشكيل تحالف للأمن الجماعى  المشترك، للتصدى لإيران. 

ولعل «بايدن» قبل أن يبدأ جولته أن يكون قد أدرك، أن السعودية  التى يزورها، هى غير تلك التى أراد عزلها، بزعم الدفاع عن حقوق الإنسان عقب الواقعة الأليمة  لمقتل «خاشقجى» الذى اطلقت إدارته اسمه على الشارع الذى تقام فيه السفارة السعودية فى واشنطن، كما تناول بايدن قادة المملكة بحديث يخلو من اللياقة الدبلوماسية مع خصوم، فما بالك مع حليف وثيق لواشنطن منذ عام 1945. سيلتقى بايدن بالأمير  «محمد بن سلمان» الذى يقود  بجسارة ووعى ،مشروعا طموحا لتحديث المملكة، على كافة الأصعدة،  وكان شخصه هدفا لتصريحات عدائية لبايدن، قابلها  بتصرحات مماثلة. 

وفى أعقاب الأزمة  التى خلفتها الحرب الأوكرانية وفرض عقوبات حلف الناتو على روسيا، وتعذر تدفق النفط والغاز والقمح الروسى إلى الأسواق العالمية، ضغطت واشنطن لضمان  تدفق النفط السعودى بمعدلات أكبر، بما يجعل التحكم فى عدم ارتفاع أسعاره  ممكنا، لكن المملكة تمسكت بالالتزام بقرارات أوبك بلس لانتاجه، وفقا لاتفاقها  مع وزير الخارجية الروسى لافروف فى قمته مع دول الخليج. 

تغيرت السعودية، وتغيرت موازين القوى الدولية، بما بات يسمح للعرب بإقامة علاقات أكثر توزانا فى المجال الدولى مع الصين وروسيا والهند  وغيرها من دول العالم، وتغيرت الولايات المتحدة  نفسها  التى يأتى بايدن إلى المنطقة، وأجواء  العنصرية  والانقسام السياسى والاجتماعى يسود  معظم ولاياتها، كم يجىء محملا بخزى  الانسحاب المخزى من أفغانستان، الذى اعادها لحكم طالبان الدموى، كما سبق ان سلم  انسحابا مماثلا، العراق  بعد نهبه، للميليشيات الإيرانية. 

مطالب «بايدن» فى القمة تنطلق من المصالح الأمريكية ،الداعية  لرفع الطاقة  الانتاجية للنفط السعودى  والإمارتى، وضمان أمن الطاقة، وإقامة  تحالف أمنى  اقليمى يضم إسرائيل، للتصدى لإيران. وإذا كان تبادل المصالح  هو الأساس الذى تبنى عليه العلاقات بين الدول، فلا مصلحة عربية فى إنشاء مثل هذا الحلف الذى يعد مطلبا إسرائليا فى أصله وفصله. هذا مع الأخذ فى الاعتبار أن عددا من الدول الخليجية، بينها  قطر وسلطنة عمان، تحتفظ بعلاقات طيبة بإيران، وأن المنطقة قد عانت الأهوال من هذه الأحلاف التى ترعاها واشنطن، وصفحات التاريخ مكتظة بأسباب فشلها.  

المؤكد أن اتفاق القادة العرب على موقف موحد داخل القمة، يرفض التدخلات الفظة فى شئونها، ويوضح أن استقرار أمن  إسرائيل مرتبط بحل عادل يضمن للفلسطينيين  إقامة دولتهم، ويطبق القرارات الدولية بشأن سوريا، ويردع الحوثيين، لوقف حرب اليمن، وقبل هذا وبعده يرفض أية تحالفات عسكرية مع دولة لا تصون عهدا ولا تفى بميثاق، لإشاعة الفوضى فى السياسة الدولية بزعم فاجر عن الدفاع عن  الديمقراطية وحقوق الإنسان!! 

أمينة النقاش