رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

عندما  ذبحت رقبة  الطالبة «نيرة» بسكين حاد، وسالت دماؤها الساخنة على رصيف جامعة المنصورة.. وقبل أن تبرد الدماء أو تجف  ظهر واحد من  رجال الدين والدعاة  يبرر قتل طالبة المنصورة، بأنها لم ترتدِ الحجاب؟! وعرض له  مقطع فيديو استغرق دقيقة و٣٥ ثانية،    اخطر  ما تضمنه المقطع  جملة على هيئة تحذير وتنبيه من  ٧  كلمات  لنساء وبنات مصر، قال فيها: حياتك غالية عليكِ اخرجى من بيتكم « قفة»!!

معنى كلامه أن كل واحدة تسير فى الشارع لم تلبس «قفة»  أو حجابا حتى وإن كانت على دين غير الإسلام جزاؤها ومصيرها الذبح!! ومن حق اى إنسان أن يذبحها.. وتستاهل كمان الذبح!!  قال تعالى: مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ. عندما نهى الله سبحانه وتعالى عن القتل فى كل آية تخص القتل فى كتابه الكريم.. لم يحدد جنس ولا شكل ولا ملة المقتول، فقط قال «نفسا»  وهى  النفس البشرية، اى  كل انسان خلق على وجه الأرض.

 لقد حرَّم الله سفك الدماء وإزهاق الأرواح تحريمًا شديدًا إلا ما استثناه الشرع، وهذا يشمل المسلم وغير المسلم، هل نسى شيخ «القفة» أن مريم « فتاة المعادى»  كانت محجبة ولقت  حتفها دهساً أسفل عجلات سيارة ميكروباص» إثر محاولة سرقتها بالقوة. نجلاء نعمة الله الشهيرة «بفتاة المول»  كانت محجبة قتلت داخل عيادة طبيب عيون بمول تجارى فى مدينة كفر الدوار فى محافظة البحيرة.

احمد  صديق كان رجلاً ولم يكن فتاة غير محجبة ذبح وفصل رأسه عن جسده  فى ابشع مشهد لم ينسَه أهالى الاسماعيلية، ثم أخذ  القاتل الرأس وسار به لأمتار فى الشارع، ووضعه بعد ذلك فى كيس بلاستيك أسود اللون، وحمله بيده وفى «الأخرى الساطور الكبير....» سفاح الاسماعيلية  ذلك المجرم الذى بدأ  بأبشع واغرب جريمة اقشعرت  لها الابدان.. وتكرر  نفس  المشهد بكل جبروت وقسوة مع طالبة المنصورة!!!

 إن الانتقاص من أخلاق المُحجَّبة أو غير المُحجَّبة، أمرٌ يُحرِّمه الدِّين، ويرفضه أصحاب الفِطرة السَّليمة، واتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومُنكرة.. وقتل النفس -اى نفس- من ابشع الجرائم التى حرمها الله..

 فبدلاً من  أن نغذى  جذور الفتنة ونرويها  «بترندات» يجب علينا شعبا وحكومة أن نبحث عن أسباب الجريمة وسبل معالجتها، حتى لا يضحى مشهد الذبح فى الشوارع سلوكا وأسلوبا معتادا عليه فى السنوات القادمة.

 

[email protected]