رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

 

طول فترة بقائى فى المنزل هذه الأيام جعلنى ألاحظ أشياء لم تكن من اهتماماتى فى السابق، مثلا شاهدت المرأة التى تساعدنا فى تنظيف المنزل كل أسبوع تقوم بكنس السلم من فوق لتحت، لم تأخذ منها عملية الكنس وقتًا طويلاً، وتطرق الجرس لنشاهد عمايل ايديها ودرجة النظافة، وبابتسامة طيبة تقول: أهه بيبرق، وتقصد السلم، بعد استخدام المنظفات والمياه والفرشاه. تدخلت فى عملها وطلبت منها أن تجرب كنس السلم من تحت لفوق، لم تفهم المرأة قصدى، ونفذت طلبى لاعتقادها أنه الأفضل رغم حيرتها المؤقتة التى لاحظتها عليها.

بدأت المرأة عملية الكنس من أسفل لأعلى، الوقت طال، واختلطت رغمًا عنها أدوات النظافة، التراب دخل على المياه على المنظفات، طلبت العديد من أكياس البلاستيك لجمع التراب، تترك سلمة، وتصعد أخرى، وتنظر خلفها تجد أن السلالم التى اعتقدت انها نظفتها مازالت فى حاجة إلى نظافة، وعندما أصابها اليأس من الوصول إلى درجة النظافة المطلوبة، حتى دون أن تصل إلى قمة السلم من فوق، رمت الخيشة من يدها، وضربت الباب بقدمها، وقالت الله الغنى أنا لن أعود إليكم!

المرأة لم تفهم أن الموضوع بالنسبة لى ليس مجرد نظافة سلم أو كنسه، كنت أريد مشاهدة بيان عملى على محاربة الفساد عندما يتمسك بكنسه من أعلى كما نكنس السلم حتى نقضى على الفساد تمامًا كما تقضى على القاذورات لنحصل على درجة نظافة عالية. تخيلت أن السلم مؤسسة تعج بالفساد ونريد تطهيرها فعندما نبدأ بالطريقة الصحيحة للكنس فلابد أن نبدأ بأول سلمة أو أول درجة حتى نصل إلى أسفل درجة أو بداية السلم، هذه الطريقة هى المثلى للتطهير، ولكن إذا كنسنا السلم من تحت لفوق، فلن نصل إلى قمة الفساد ونزهق، ونرمى الخيشة كما رمتها المرأة، ونترك الفساد يتراكم من جديد كما يتراكم على السلم المكنوس من أسفل لأعلى.

فى حياتنا سلالم كثيرة كانت تحتاج إلى نسف وليس كنسًا فقط لأن الفساد عشش داخلها وبلغ الحلقوم ولم يتوقف عند الركب، السلالم السفلى لابد أن تظل آخر ما تلمسها المقشة وبعدها يتم الاعلان عن نظافة السلم بالكامل الذى نتعامل معه من فوق.

تطبيق نظرية كنس السلم من أعلى هو أفضل طريقة للقضاء على الفساد واصطياد الحيتان والكبار الذين التهموا الكعك كله، ويريدون السيطرة على الفرص التى يعيش عليها الغلابة.

الفساد لا يقل خطرًا عن الإرهاب لأن كليهما يؤدى إلى هدم الدول وإفقار شعبها والقضاء عليه، أحيانًا نحارب الفساد على طريقة كبش الفداء ويستمر الفساد ويزداد استفحالا. آخر تعامل مع الفساد حدث فى طريقة معالجة سقوط كرة القدم المصرية أو انهيارها لا فرق، بسبب فساد المنظومة الرياضية بالكامل والتى كانت تحتاج إلى قرار جرئ لاستبعادها، وانشاء منظومة جديدة نظيفة اليد وسليمة العقل فى كل مشتقات كرة القدم بما فيها الاعلام الرياضى، نسف المنظومة الرياضية وانشاء منظومة جديدة على أسس علمية خالية من الفهلوة والأرزقية وأنصاف الموهوبين والجهلاء بالرياضة هو السلم الذى نصعد عليه للوصول للقمة لكن ما حدث هو التعامل مع العار الكروى الذى تحول إلى عك فى عك عن طريق كبش الفداء الذى تم اختزاله فى المدير الفنى للمنتخب الوطنى إيهاب جلال رغم أنه لم يتسلم المنتخب إلا قبل عشرة أيام من إقالته، صحيح أنه فى هذه الفترة القصيرة فاز فى مباراة بعد أداء هزيل وهزم فى الثانية فى مباراة رسمية والثالثة فى مباراة ودية لكنها ليست كافية للحكم عليه لأن المنظومة فاشلة قبل توليه المسئولية وأن منتخبنا خرج من تصفيات كأس العالم ومن نهائى الأمم الافريقية على يد منتخب السنغال ولكن لم يكن جلال مديرًا فنيًا للمنتخب فى المباراتين وتم الاستغناء عن المدير الفنى كيروش وجاء جلال، تقريبًا الاقالة والتعيين تمت بدون دراسة وجاءت لإرضاء الجماهير حتى يستمر اتحاد كرة القدم فى مكانه وكان الأولى أن يتقدم أعضاء الاتحاد باستقالتهم ليتم بناء منظومة على مية بيضا.

سلم المنظومة الرياضية مازالت تفوح منه روائح كريهة رغم المنظفات التى تم دلقها على سلالمه السفلى وتجاهل السلالم الأعلى، الحال ليس فى الرياضة فقط ولكن هناك فاسدون آخرون أينعت رقابهم وحان قطافها، يخرجون ألسنتهم من السلالم اللى فوق، هذا لا يعنى أن هناك فسدة كبارًا فى السجون وخارج المنظومة. مطلوب أن تستمر عملية التنظيف لإعادة حقوق الدولة وحقوق المجتمع ولا يجب أن نزهق ونرمى الخيشة!