رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

أشارك أهالى قرية «المراشدة» فرحتهم بافتتاح فرع البنك الزراعى المصرى بعد إعادة التأهيل بأحدث النظم الالكترونية الحديثة، وأتمنى ألا يقتصر التطوير على الحجر وأن يمتد إلى الارتقاء بالخدمات التى يقدمها البنك للفلاح فى الحفاظ على حقوقه ومساعدته على المشاركة الفعلية فى الاقتصاد القومى.

نشأة البنك الزراعى بدأت باسم بنك التسليف ثم تحول إلى بنك التنمية والائتمان الزراعى، وأذكر أننى فى فترة التسعينيات كانت لى تجربة مع فرع البنك بالمراشدة، حيث توجهت إليه للحصول على شهادة تثبت عدم حصول والدى على قروض من بنك التنمية وليس له أية تعاملات أياً كانت مع هذا البنك، حتى يتسنى لنا أنا وأخوتى صرف مستحقات توريد قصب السكر إلى مصنع سكر نجع حمادى بعد وفاة والدى فى هذا العام، حصلت على الشهادة وتوجهت بها إلى الإدارة الزراعية بالوقف لاعتمادها قبل تقديمها إلى شركة السكر، وهناك فى الإدارة استمعت من الموظف المسئول إلى ما يشيب له الولدان من عواقب القروض وما آل إليه حال المقترضين من البنك من حبس ومطاردات لعدم قدرتهم على سداد أصل القروض أو فوائدها بسبب حصولهم عليها عن طريق الإغراءات التى يستفيد منها الموظفون فى صورة حوافز، حتى إننى كنت أشاهد بنفسى بعض المقترضين ينامون أمام مقر البنك الرئيسى بشارع قصر العينى اثناء توجهى إلى مجلس الشعب لأداء عملى فى هذه الفترة محرراً برلمانياً. كانوا ينامون فى الشارع لعلهم يحظون بمقابلة مع رئيس البنك لجدولة ديونهم خوفًا من المرمطة، حمدت الله أن والدى كان من غير المقترضين، وعاتبت موظف الإدارة الزراعية على إطلاق صرف القروض للفلاحين بدون ضمانات كافية، وقال لى كانوا يأكلون بها لحوماً، ويصرفونها علي العزومات، والترفيه، وكان البنك سخيًا معهم مقابل الحوافز التى كان يقررها لهم يوسف والى، وزير الزراعة فى ذلك الوقت.

على ذكر زمن «والى»، من الممكن أن نضيف اسماً جديدًا للبنك وهو بنك «الفساد» فبسبب الفساد تكبد البنك خسائر قدرت بحوالى 5.3 مليار جنيه، هذا الفساد تحملته دولة 30 يونيو فى مكان واحد فقط، وعندما حاولت إصلاحه، قررت نقل تبعية البنك إلى البنك المركزى من خلال مشروع قانون تمت مناقشته فى لجنة الزراعة بمجلس النواب قبل عرضه على المجلس، اللجنة كانت متحفظة على نقله إلى البنك المركزى وطالبت بطرح المشروع للحوار المجتمعى، واعتبرته لطمة قوية للفلاح، وقال أعضاء باللجنة إن نقل تبعية البنك الزراعى إلى البنك المركزى يقضى على الامتيازات التى كان يحصل عليها الفلاح وأبرزها نسبة فائدة 5٪ على القروض وقد تصل بعد النقل إلى 13٪، كما قال الأعضاء إن محاولة استحواذ البنك المركزى عليه لأنه أكثر البنوك المصرية امتلاكًا للفروع فى جميع القرى والمدن ويتعامل مع شريحة كبيرة من المجتمع، وقالوا أيضًا: إن الموافقة على المشروع يترتب عليها وضع 3 مليارات جنيه وديعة للنهوض بالبنك رغم أن الوديعة تعد استثماراً مع الفلاح لمساعدته على النهوض بالمنظومة الزراعية.

تمت الموافقة علي مشروع القانون وتمت عملية تبعية البنك الزراعى للبنك المركزى، وأصبح اسمه البنك الزراعى المصرى، إلى هنا وأتوقع أن المخاوف من ذوبان البنك الزراعى بدأت تتلاشى بعد التصريحات القوية التى أطلقها علاء فاروق بعد توليه رئاسة البنك حيث قال: إن البنك الزراعى المصرى يسعى لتنظيم استثماراته فى الشركات التابعة وتطوير قبول القرى المختلفة، وأنه يسابق الزمن لاستكمال خطة التطوير وإعادة الهيكلة وتقديم الخدمات التمويلية والمصرفية بالمناطق الأكثر فقرًا فى جميع المحافظات، وأنه يسعى لدعم الشمول المالى التي وضعها على رأس الأولويات كما يستهدف مضاعفة عدد عملاء البنك وزيادة خطة المحفظة الائتمانية إلى 50 مليار جنيه فى نفس العام، وإصدار نحو 1.6 مليون كارت ميزة.

قال علاء فاروق أيضًا إن الهدف هو أن يصبح البنك مؤسسة مصرفية تنموية متطورة متخصصة فى الأعمال المصرفية الريفية وتمويل الزراعة والقطاعات المرتبطة بها وتقديم الخدمات المصرفية المالية المرتبطة، ببرامج الدعم الحكومى للمزارعين والفلاحين وتقديم برامج التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والسعى لتمويل الاسكان منخفض التكاليف لمحدودى الدخل، والهدف الرئيسى هو تنمية القطاع الزراعى ورفع كفاءته الانتاجية بغرض تحقيق التنمية الريفية والزراعية بكافة أنواعها.

بصراحة أنا متفائل بحماس رئيس البنك الزراعى المصرى، ونتمنى أن نقول مبروك للفلاحين علي التيسيرات المنتظرة التى ستساعدكم على الإنتاج، وزيادة الدخل وتعوضكم عن أيام الفساد التى كان غارقاً فيها بنك التنمية الزراعى باسمه القديم، حتى إن أحد رؤسائه تم الحكم عليه فى قضية شهيرة بتهمة الاستيلاء على حوالى 4 مليارات جنيه من أموال البنك.

مرحبًا بالمرحلة الجديدة، نقول للبنك الزراعى المصرى للأمام وأن يكون بينه وبين الأرض لغة كما جاء فى إعلان البنك خلال شهر رمضان الذى جاء على لسان المطرب محمد منير ومحدش غيرنا بيفهمها، وما بينا حكاوى كتير وسهر بتكلمنا وبنكلمها هى بتخدمنا برزق حلال، وإحنا بقلوبنا بنخدمها.

هنيئًا لأهل المراشدة بنكهم الزراعى فى ثوبه الجديد، وألف مبروك لجميع الزملاء من مدير وموظفى البنك لأنهم يستحقون مكانًا لائقًا يساعدهم على أداء مهامهم فى خدمة بلدهم وأهلهم.