رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

كلما سنحت لنا الفرصة التواصل مع بعض المسئولين عن مبادرة حياة كريمة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أبادر بتسجيل آرائى واقتراحاتى لتصل إلى القائمين على هذه المبادرة العبقرية، والتى أريد أن تسير جنبًا إلى جنب، مع الاقتراحات التى وضعها كل مسئول عن محافظته، لنصنع طريقًا يواصل فيه الأبناء والأحفاد، السير على طريق آبائهم ولكن بمفهوم حديث.

وما أريده أن يصل ببساطة شديدة، هو أننا نريد ريفًا يعيد للترع والمصارف والمساقى لعهدها السابق، تجرى المياه بين الجسور نظيفة رقراقة، لا تحمل قمامة ولا حيوانات نافقة ولا مخلفات الصرف الصحى بالمنازل، نريد شركات نظافة ذاتية من أهل الريف، نوفر لهم فرص عمل، بنفس الأجر الذين يحصلون عليه من الشركات التى تعمل بالقاهرة وعواصم المحافظات، وسيكون صميم عملهم هو جمع المخلفات القابلة للحرق مثل قش الأرز ومخلفات الحقول وسعف النخيل وفروع الأشجار المتناثرة من عمليات التقليم لاستخدامها فيما بعد بديلا للوقود الحالى. وهنا سيكمن الدور المنتظر لمبادرة حياة كريمة لتتولى برنامجًا طموحًا لبناء أفران بلدية على غرار ما كان يحدث فى الماضى داخل كل منزل، وإن تعذر إقامتها فى المنازل، فيتم بناؤها بين المتخللات بالقرى، ويتم الاشراف عليها من الوحدات المحلية، ثم يأتى دور وزارة التموين لتشجيع ربات البيوت على صناعة الخبز فى المنازل مقابل صرف حصص دقيق شهرية مدعمة، ويتم الانفاق مع مزارعى القمح بتخزين كمية من القمح تكفية طوال العام، بدلا من بيعها بعيدا عن الرقابة للمطاحن الخاصة التى تبيع إنتاجها لأفران الخبز السياحى، والتشجيع على إقامة مطاحن بلدية لمساعدة المزارعين فى عملية الطحن.

وسوف يكون لوزارة التضامن والجمعيات الأهلية دور حيوي لدعم الفكرة ونشر الوعى ودعم الريفيات فى صناعة الخبز المنزلى، وهذه الطريقة سترفع عن كاهل الحكومة العبء فى نقل الآلاف من أطنان القمامة التى تلقى يوميا بشوارع القرى والنجوع أو تلوث بها المصارف إلى المقالب العمومية، كما سنضمن استقرارا فى إنتاج الخبز وعدم الاعتماد على المخابز المدعمة وحدها، وسيتم تخيير أصحاب البطاقات بين حاجتهم لصرف دقيق مدعم أو خبز مدعم، وتكون نسبة دعم الدقيق أكثر لأنها ستوفر للدولة المخصصات المنصرفة لدعم الغاز والكيروسين للمخابز البلدية.

وإذا استطاعت مبادرة حياة كريمة النجاح فى هذه المهمة فسيسهل عليها القيام بتوفير فرص عمل لأبناء الريف عن طريق صرف قروض قليلة الفائدة لبناء حظائر لتربية الدجاج والأرانب وجميع الطيور، وستقوم وزارة الزراعة ومديريات الطب البيطرى بعقد ندوات تثقيفية للقرويات لتوفير البروتين المحلى، والاتفاق مع شركات القطاع الخاص، على دعم الأعلاف والطيور المخصصة للتربية، مقابل حوافز ضريبية، أو استيرادية، أو بدعم مباشر من الحكومة لهم، ولنجاح التجربة فلابد من توافر الرعاية البيطرية للمربين، وتوفير أسواق بالقرى وخارجها لتسويق منتجاتهم بأسعار تضمن لهم ارباحًا يستمرون من خلالها فى التوسع والنجاح للحد من الاستيراد بالخارج.

هناك الكثير والكثير الذى يجب أن ينتظره أبناء الريف من مبادرة حياة كريمة، خصوصا فى الاتجاه الذى يعيد الريف إلى سابق عهده، لنحفظ للمرأة الريفية كرامتها داخل منزلها، بدلًا من التزاحم امام المخابز منذ الساعات الأولى من بزوغ كل فجر.