رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية..

 

فى الجمهورية الجديدة التى نتطلع إليها جميعاً يجب أن تختفى بعض القرارات التى تفاجئنا بها الحكومة أو إحدى الوزارات بين الحين والآخر.. وتجعل المواطن يضرب كفاً بكف من شدة الحيرة.

هذا الكلام بمناسبة قرار وزارة التموين الذى أعلنته أمس الأول بحذف كل من تجاوز ٩٥ عاماً من البطاقات التموينية.. وهو أمر غاية فى الغرابة باعتبار أنه ليس من المنطقى أبداً أن يحدث ذلك.. ودليل عدم منطقية هذا القرار ما تضمنه القرار نفسه أنه فى حالة وجود شخص تجاوز 95 عاماً على قيد الحياة وتم حذفه عليه إثبات ذلك، وبناء عليه تتم إعادته للدعم مباشرة.. كيف سيحدث ذلك؟.. كيف يطالب أصحاب القرار الغريب من تجاوز هذه السن، أن يتحرك ويقف فى طوابير مكاتب التموين لإثبات أنه ما زال على قيد الحياة، ويطالب بإعادة تفعيل بطاقته بعد الحذف الجماعى لمن تجاوز سن 95 عاماً؟.. وحتى لو كان عدد هؤلاء قليلاً جداً، إلا أن ذلك ليس مبرراً لصدور مثل هذا القرار، لأنه يدين الوزارة مهما كانت مبررات صدوره، وهو من ضمن سلسلة لوغاريتمات التموين.. الوزارة تقول إنها اكتشفت وجود مستفيدين من الدعم التموينى ودعم الخبز تجاوزت أعمارهم ١٢٠ عاماً، وعددهم حوالى ٥٠٠ مستفيد.. وكذلك بمراجعة قاعدة بيانات البطاقات التموينية تبين أن ١٩ ألفاً و٣٣٨ رب أسرة مقيداً على البطاقات التموينية، تجاوز أعمارهم ٩٥ عاماً، ومنهم ٦٥٣٤ مستفيداً تجاوزت أعمارهم ١٠٠ عام , وأن عدد من تراوحت أعمارهم بين ١٠٠ إلى ١٠٥ أعوام بلغ ٣٧٨٠ مواطناً، ومن ١٠٥ إلى ١٠٩ أعوام بلغ ١٣٠٧ مستفيداً.. كما تم تسجيل وجود ٥٥٨ مواطناً مقيداً تتراوح أعمارهم ما بين ١١٠ إلى ١١٤ عاماً، ومن ١١٥ إلى ١١٩ عاماً بلغ عدد المستفيدين ٤٥٠ مستفيداً، بينما بلغ عدد المستفيدين على البطاقات التموينية الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٢٠ إلى ١٢٤ عاماً وصل عددهم ٤٤٩ مستفيداً.. وما نعلمه أن وزارة التموين والإنتاج الحربى لها اتصال مباشر مع السجل المدنى، وأى حالة وفاة جديدة يتم إخطار وزارة الإنتاج الحربى مباشرة، وبناء عليه يتم حذف المتوفى من قاعدة بيانات الدعم التموينى ودعم الخبز دون الحاجة لقيام أسر المتوفى بإبلاغ مكتب التموين كما كان يحدث من قبل.. ويبدو أن المشكلة فى الوفيات القديمة قبل ميكنة نظام البطاقات التموينية ووجود شبكة تربط جميع الجهات المعنية.. هؤلاء لا بد من إبلاغ أسرهم عن الوفاة حتى يتم حذفهم من الدعم.

وأعتقد أن الوزارة بها جيش جرار من الموظفين، ويمكن أن يتحركوا لمتابعة هؤلاء «العواجيز» ميدانياً بالوصول إليهم ودراسة الموقف على أرض الواقع، ومعرفة إذا كانوا على قيد الحياة أم توفاهم الله بدلاً من أن يتم حذف بعضهم عشوائياً ثم نطالبهم وهم فى هذا العمر بالوقوف فى طوابير العذاب أمام مكاتب التموين فى مشهد مهين ولا يليق أبداً بالجمهورية الجديدة بدلاً من تكريمهم فى هذه السن المتقدمة!

 

[email protected]