صحتك في أمان .. 32
لا أظن أن كثيرا من الناس يعرف اجابة هذا السؤال فمنا من يضع رأسه على الفراش فينام في لمح البصر وأخرون لا يستطيعون النوم إلا بالتحايل عليه وقد لا ينامون بالرغم من ذلك ولا يشعر الإنسان بنفسه حين ينام ولا يشعر كيف يستيقظ ولا تعلم حتى الأن سيناريوهات النوم فأنت تنام حين يأتيك النوم فقط وليس عندما تستدعيه وقد يكون شاقا في طلبه ومستحيلا في إتمامه في بعض الأوقات.
ولو بحثث في المراجع ستجد للنوم مراحل متعددة بل للنوم علوم منها الفسيولوجي إن كان طبيعيا ومنها الباثولوجي أو السيكولوجي إن كان مرضيا وكان العامل البسيط في أي مكان في العالم حين يخلد للنوم بعد الإرهاق لا ينام إلا اذا اكتملت دورة معينة من الهرمونات ولو لم تكتمل ما نام هذا العامل ولو كان جسده مكسر من التعب وأن الطفل الصغير قد ينام طول النهار في اغلب الأيام ويوما ما لا ينام بدون أي اسباب ظاهرة والأهل لا يعرفون سببا لبكائه أو عدم نومه.
وللنوم مراحل خمسة أو أكثر وذلك مما درسناه في الكلية نعرفها بتسارع حدقة العين أو عدم تسارعها أثناء النوم والثانية هي التي يحدث فيها الإسترخاء والأحلام وإن كان ذلك لا يعبر عن هل ستقوم مستريح من نومك أو لا بل يدل فقط على حدوث الأحلام من عدمه والأحلام في النوم قصة أخرى وكل مرحلة من النوم لها دورة خاصة بها وقد لا تتكرر في غيرها بل إن النوم لا يتشابه ذاته في كل يوم وليس في الصباح مثلما يكون في المساء فلكل طبعه والإستيقاظ من النوم يختلف أيضا في كل إنسان عن غيره والنوم بعد الطعام يختلف عن النوم بدونه في هيئة التنفس أثناء النوم وفي حدوث الشخير .
ويبقي السؤال الذي لا بد أن يتبادر في ذهن القارئ الآن هل زمن كل مرحلة من النوم يساوي الأخرى أم هي ليست محددة؟ ولا توجد اجابة عن هذا السؤال حتى الآن بل السؤال الأهم هو هل الأحلام هي شئ يدور في رأس النائم أم يتعدى الى جسده ولماذا هناك أحلام متشابهة في كثير من الناس مثل السقوط في مكان فسيح ويجبرك هذا الحلم بالذات على الإستيقاظ فزعا من نومك.
والسؤال الأكبر من ذلك وليس له اجابة حتى عند المشايخ هل تميز الأحلام الرجل عن الأنثي وتسيطر على جسده فيتفاعل معها وكل منا يعرف عندما يقوم فزعا من كابوس ألم به أثناء النوم أو كان هناك من يكتفه في منامه ويقوم فزعا ويجد أن ضربات قلبه قد تسارعت استجابة لهذا المنام فكيف حدث ذلك أو الإحتلام أثناء النوم في الرجل مما يوجب الغسل من الجنابة فكيف تفاعل الجسد معه في المنام واستجاب له ولا يحدث ذلك لمراة أو طفل.
بطبيعة الحال النوم والأحلام من الأمور الغيبية التي لا يعرف الإنسان عنها الكثير وإن كان القرآن الكريم قد أشار إليها في سورة الزخرف "إن الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" وفيها إشارة الى خروج الروح الى الملأ الأعلى حين النوم والعودة مع الإستيقاظ .
وقد كان الفيصل في النوم هو الأحلام فمن رأي حلما أو رؤية فمن المؤكد أنه قد نام ولو لم يستغرق ذلك سوى دقائق معدودة والعلماء يقولون أن الحلم لا يستغرق الا ثوان معدودة مع أنك قد تري حلما طويلا مثل فيلم قصير فكيف يحدث ذلك؟
وحتى الآن لم يفسر لنا العلم حقيقة ما يحدث في نوم إلا من بعض الدراسات التي أكدت وجود هرمون الـ dopamine وهرمون الـserotonin وهما قد يكونان المسئولان عن النوم عند الأشخاص والخلاصة أن تحمد الله أنك تنام لأنك لو لم تنام لأصابك أمراض الانهيار العصبي وقليل من الجنون.
د. طارق الخولي
استشاري القلب معهد القلب