رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

هل يمكن لنظرية ما–ذات منطق فلسفي- أن تفضى إلى الوجودية بمعناها المادى والتقنى. أو بمعناها المنفتح على معالم ونظريات مثل فلسفة سارتر أو كانط. ذلك كله كان فى أجواء إبداع دوستويفسكى وهو الأديب الروسى الأشهر الذى تمكن–ربما منفردا–من تحليل النفس البشرية.. والحقيقة أننا عرفناه من خلال ترجمة الدكتور الأديب سامى الدروبى الذى أتقن ترجمته.. فما بال من تمكن من قراءة دوستويفسكى بلغته الروسية المركبة!..

أقول ذلك وقد قرأت بعمق الديوان الجديد للشاعر طارق هاشم الذى اختار عنوان (كل ما فعله دوستويفسكى) الصادر عن الأهلية للنشر والتوزيع بالمملكة الأردنية الهاشمية فى ٩٣ صفحة من القطع المتوسط وصمم غلافه زهير أبوشايب.

طارق هاشم أصدر من قبل مجموعة دواوين شعرية هى (احتمالات غموض الورد) و(كمان وحيد) و(ناقص حرية) و(إسكندرية يوم واحد) وانتقل من قصيدة العامية إلى الفصحى وقصيدة النثر.

تتميز لغة طارق هاشم بتركيبات جمالية وحس ينحاز للبسطاء ويرفض آليات القهر الدينى والمجتمعى بصفة عامة لديه تشكيلات لغوية ترصد دائمًا.

هذا الديوان بقصائده السبع والعشرين اختار لها طارق هاشم مناخا يمكن من خلاله معايشة حالة متفردة من النقد الذاتى وخاصة ان هاشم قد عايش محيطا ثقافيًا عربيًا فى حالة تراجع بالاضافة إلى تبعيته لكل ألوان المناهج والمذاهب والمدارس الفلسفية الوافدة وبعضها طاعن فى محاربة التنوير والحركات الراديكالية، مما أتعس القصيدة العربية وجعلها أسيرة شكل واحد ومعان تكاد تتناسخ من بعضها البعض.

طارق هاشم أدرك بوعى مبكر إلى ضرورة إنقاذ القصيدة الحديثة وضخ جرعات من الهواء النقى الأصيل فى صدرها وفى رؤيتها، ونجح بامتياز فى تميز وتفرد قصيدته بما تمتلك من حصاد سنين من الجهد والتجريب. وأحسب أن ديوانه الأخير (كل ما فعله دوستويفسكى) من أروع ما كتب هاشم وربما من أهم دواوين الشعر خلال ٢٠٢٢.

Nader nashed [email protected] gmail com