رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تسلل

استعدت شريط ذكريات مباراة مصر وكوريا الودية فى عام 2005، ومباراة المنتخبين أمس الأول  الثلاثاء وجدت اتساع الفجوة بين «الكرتين» فى البلدين، ورغم أن المباراتين وديتان، لكنهما كشفتا عن منتخب يُسرع خطواته نحو الأمام وآخر فى منحدر لا يعرف متى وكيف يستقر فى نهايته، بسبب فوضى تعم منظومة الكرة فى مصر.

لم تكن مباراة كوريا الأخيرة مجرد مباراة ودية لكنها عنوان كبير بين منظومة ناجحة وأخرى فاشلة، بين من يخطط لحياة كروية على المدى القصير والطويل، وآخر يعيش فى عشوائية جعلت دربُه مظلم لدرجة لم يعرف لاعبوه طريقهم نحو مرمى المنافس!

بين فريق يلعب كرة باستمتاع ويعرف ماذا يريد وآخر مطعون ويكابر على قدر الإمكانيات لرد الشرف والكبرياء لمدرب جريح لتأكيد الولاء له ضحية التشويش والتخبط، وكيف يتغلب كسيح هرمته الأزمات أمام فارس عملاق سرعة وأداء وتخطيطًا مهما كانت الروح القتالية أمامه التى تتضاءل مع كل هدف!

مشكلة الكرة المصرية والتى أفرزتها مباريات المنتخب الأخيرة ناتجة عن مخلفات سنوات من غياب التخطيط للعبة والتنسيق بين الأندية واتحاد الكرة. وعدم الفوز بأمم إفريقيا والتأهل لكأس العالم رغم أننا كنا على بعد خطوة إفراز ثقوب فى قميص الكرة المصرية، والوصول للمحطة الأخيرة فى البطولتين نتاج جهد لمدرب عرف بعض العيوب وحاول تصحيحها وكانت قوة الدفع الذاتية علاجاً مؤقتاً لمرض أشبه بعملية استفاقة مؤقتة سرعان ما تعود لحالة الخمول والموت السريرى، وتزداد المعاناة والموت الحقيقى مع رحيل «الطبيب الفاهم المتخصص».

قد تتعافى الكرة المصرية نسبياً على المدى القصير إذا جاءت إدارة جديدة لدولة الجبلاية مع مدرب أجنبى خبير كفء صاحب رؤية، ولست مع خبير يتشتت ذهنه بين العمل مع المنتخب والإشراف على منتخبات الناشئين، وإنما يقتصر دوره على متابعتها فقط وتقديم تقرير كل 6 شهور عن إيجابياتها والمعوقات.

ومن خلال أرقام ونتائج تعرض على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة التى تخلت عن دورها الرقابى والإشراف الفنى بدعوى فزاعة التدخل الحكومى!

وأحد معاناة الكرة المصرية أنه لا توجد عين خبيرة لاختيار النشء فى الأندية، فليس من المعقول أن تكون قماشة عدد سكان ما يزيد عن 100 مليون نسمة بنفس قماشة عشر سنوات مضت وتعداد مصر تقريبا 75 مليوناً!

وأحد الأسباب الرئيسية فى فوز مصر بـ3 بطولات إفريقية متتالية كان وجود كوكبة من اللاعبين من أفضل ما أنجبت الكرة المصرية «موهوبين» ولعبت الصدفة دورها وظهر نبوغهم وتفوقهم مع منتخبات الناشئين والشباب والأوليمبى والأول، وشقوا طريقهم رغم وجود بعض السلبيات التى حرمتهم من التأهل لمونديال 2010.

والمرض المباشر الذى ينخر فى جسد الكرة المصرية عدم وجود مسابقة منتظمة تفرز لاعباً دولياً قادراً فنياً وبدنياً ويملك الثبات النفسى والانفعالى.

وباتت مسئولية وزير الرياضة فى فتح قنوات اتصال مع دولة الجبلاية لمعرفة خططهم وليست مجرد نظريات على الورق فقط ومتابعتهم أولًا بأول بعيدًا عن فزاعة التدخل الحكومى التى يتخذها بعض الوزراء «شماعة» لإبعاد المسئولية المباشرة عن خطئهم الفادح فى حق البلد.

[email protected]