رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

جوائز الدولة عرس ثقافى يعتز به المصريون، تقديراً لمشتغلين بالثقافة, ولكن نلاحظ دائماً انحدار مستوى منح الجوائز مقارنة بالخمسينيات أو الستينيات، وهو ما يدل على تدهور الحياة الثقافية وعدم الاهتمام بها، فالمنتج الثقافى فى مصر أيام العقاد أو طه حسين كان أفضل من الآن بصفة عامة, ما نتج عنه ثراء كامل فى منظومة المجتمع، ورقى ملموس فى مختلف المجالات، فالثقافة قاطرة أى تقدم حضارى, أما حالة الثقافة اليوم فتغنى عن السؤال.

ما أن تعلن قوائم الترشيح لجوائز الدولة، حتى يبدأ الجدل السنوى بين المثقفين، والذى يتنوع بين منح الجائزة لشخصية مشهورة ليس لها إنتاج أدبى وفنى وعلمى واضح، ومنحها لشخص مغمور يهبط بقيمة الجائزة إلى الأسفل، رغم ارتباطها بأسماء كبرى مثل العقاد، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وأحمد رامى، ويحيى حقى، ونجيب محفوظ, ثم فتحى غانم، وفاروق شوشة، ومحمود أمين العالم، وإدوار الخراط، ورجاء النقاش، وإبراهيم أصلان، وخيرى شلبى، وبين منحها لسبب سياسى على حساب القيمة الأدبية والفنية.

ويزداد الجدل بعد إعلان منح الجوائز, ويكثر التساؤل أين الأسماء الكبرى من الحصول على الجائزة؟ وأين الأسماء غير المقربة من وزارة الثقافة وهيئاتها من الترشح على قوائم الجوائز «النيل التقديرية للتفوق», وقديماً قال لى الراحل العظيم الدكتور عاطف العراقى لكى تحصل على الجائزة لا بد لك من أمرين, الأول أن تدعى المرض وتطلبها قبل رحيلك, أو تكون لك علاقة بلجنة التحكيم, وحكى لى قصصاً طويلة عن ذلك لا داعى لذكرها الآن, وقبل إعلان جوائز هذا العام أخبرنى صديق مثقف بالقائمة الفائزة، فأتت توقعاته شبه صائبة, واشتكى صديق آخر من خلو القائمة المرشحة من اسمه «للمرة الـ...»، وتساءل فى مرارة متى يقدَّر المبدع فى بلده, هذه أمثلة ظاهرة, وهناك عشرات الآهات والحسرات المكتومة, التى يأبى أصحابها أن يخرجوها من صدورهم حفظاً لماء وجوههم.

وواجب المثقفين أن يسموا بسلوكهم أيضاً، فكيف يعقل أن نجد فى الصحف أخباراً حول مرشح بارز دخل إلى لجنة الاقتراع قبل موعد التصويت بعشر دقائق ليصافح أعضاء المجلس, أو أن مرشحاً هاتف جميع أعضاء اللجنة ليذكرهم بنفسه وأعماله وحقه المزعوم فى الفوز, حدث ذلك فى دورات سابقة، وفيه إساءة لنا جميعاً، فلابد أن يسمو المثقف ويحصل بشرف على الجائزة، وليس نتيجة التربيطات المقيتة, فالحديث عن مكافأة لخلاصة الإبداع والتجربة الإنسانية وليس منصباً سياسياً أو مغنماً اقتصادياً.

والقائمون على الجائزة مطالبون بالبحث عن آلية جديدة تمنع الجدل المستمر كل عام بين المثقفين, ولا مانع من الرجوع إلى تجارب الدول الأخرى, خاصة العربية منها بأن يكون الاختيار المطلق هو المعيار وليس ترشيح جهة معينة للمتقدم, فماذا لو كان هناك خلاف بين المرشح وتلك الجهة, كما يجب أن يكون الأساس فى عملية اختيار الفائزين هو جودة الأعمال وليس شهرة الكاتب, وانتشاره, وحضوره فى الوسط الأدبى,. ولكى يكون التقييم منصفاً حيادياً شفافاً لابد أن تقر اللجنة أعمال الكاتب وألا يتأثر أعضاؤها بالمؤثرات الخارجية مثل المجاملات، والأقدمية التاريخية وغيرها.

وبما أن ذلك كله لا يحدث، سنظل نفتقد أسماء كثيرة فى قائمة الترشح للجوائز ومن ثم بالفوز بها, ونفاجأ بأسماء أبعد ما تكون عن المرور حتى بجانب الجائزة, وحصول مثل هؤلاء على أرفع الجوائز المصرية يبخس قيمتها الرمزية مهما كانت القيمة المادية لها، ويسلمنا إلى دائرة مفرغة لن نستطيع الخروج منها.

 

[email protected]