كاريزما
اختيار المخرج المصرى العالمى يسرى نصرالله رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائى الدولى انتصار كبير للسينما المصرية والعربية، يسرى يحصد كفاح سنوات طويلة من العمل الدءوب والمخلص لهذا الفن الصعب، يسرى عمل منذ بداياته مساعدا للمخرج العالمى يوسف شاهين، ولكنه لم ينسق وراء أحد، بل اختط لنفسه طريقا جديدا، أخرج فيلمه الأول سرقات صيفية عام ١٩٩٠ وأحدث دويا على المستويين الفنى والسياسى حيث عالج قضايا شديدة الحساسية فى مسيرة الشعب المصرى، بدأ جسورًا مميزًا، وكان فيلمه الثانى عام ١٩٩٣ بعنوان مرسيدس ثم صبيان وبنات ١٩٩٥ وفيلم المدينة ١٩٩٩ ثم قدم للسينما العربية فيلم باب الشمس_ الرحيل والعودة عام ٢٠٠٤.. وهو عمل تاريخى ملحمى يحكى تاريخ فلسطين من خلال قصة حب بين شاب فلسطينى يعمل فى المقاومة وبين زوجته نهيلة، رواية الفيلم كتبها الأديب اللبنانى الياس خورى.
أما فيلمه السادس كان عام ٢٠٠٨ جنينة الأسماك وفيلم احكى يا شهر زاد ٢٠٠٩ ثم بعد الموقعة، عام ٢٠١٢ وشارك فى مهرجان كان الدولى، ويناقش ما أطلق عليه بموقعة الجمل أثناء أحداث ثوره ٢٥ يناير ٢٠١١ وأحدث أفلامه للماء والخضرة عام ٢٠١٦.
اليوم نرى يسرى نصرالله وقد اختار أعضاء لجنه التحكيم الناقد جان كلود والفنان الممثل فيليكس مواتى والمخرج لورا واندال والمخرج الكندية منية شكرى، هذه هى الدورة الخامسة والسبعون فى عمر أشهر مهرجان دولى وهو هو الأهم بعد مهرجان البندقية السينمائى ومهرجان برلين الدولى فى ألمانيا. وهى أشهر ثلاثة مهرجانات أوروبية وبعدها مهرجان تورنتو فى كندا ومهرجان صندانس فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومصر شاركت فى هذه المهرجانات إلا ان تواجدها فى كان هو الأقوى دائما، شارك فيه كبار مخرجينا وأشهرهم صلاح أبوسيف ويوسف شاهين، يسرى نصر الله شارك بفيلم بعد الموقعة فى كان.
يسرى نصر الله مفكر سينمائى بدلا من ان تغويه الحداثة المزعومة التى اجتاحت سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى واكتسبنا منها نماذج فى الرواية والشعر والقصة والسينما _ شوهت من جينات موروثنا المصرى العربى، هذا التشويه لا يزال يزداد مثالب ويقود نحو التيه، الا ان يسرى نصر الله اختار الطريق الأصعب ليقدم شكلا فنيا على مستوى الممارسة النظرية والعملية فى مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية وبعد هذه المسيرة الطويلة؛ كان لابد أن نراجع المنحى الفلسفى الذى به تنشأ علاقات تراثية تتبنى نظريات انسانية تسعى إلى الارتقاء بالذوق العام وتطوير ما يمكن ان نسميه صراع الاضاد فى فكرنا الذى كثيرًا ما تحيطه الرجعية وأصحاب الفكر التكفيرى، يسرى نصر الله علامة مشرفة فى تاريخنا السينمائى وتراثنا الفنى والفكرى.
Nader nashed [email protected] gmail com