عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل


البرتغالى كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر السابق، لخص أزمة الكرة المصرية قبل أيام فى جملة مقتضبة «اللاعب المصرى لا يعرف أساسيات الكرة ممثلة فى التسليم والتسلم، والتمركز الجيد، وكيفية الضغط على الخصم».
وبصرف النظر عن التصريح النارى الذى كشف «عورة الكرة المصرية» بعد رحيله ولم يجرؤ أن يفصح به من قبل وله مبرراته فى توقيت إطلاقه، فمن غير المعقول أن يكشف عن هذه المأساة، وهو يتولى القيادة الفنية للفريق لتأثيرها السلبى على لاعبيه، وكيف يعطى اللاعب ومدربه يقلل منه حتى لو خسروا بطولتى كأس العرب والأمم الأفريقية وقبل المهمة المصيرية مع السنغال بتصفيات المونديال، فالمدرب مثل قائد الجيش يُعلى من قيمة جنوده فى حال الانكسار والانتصار ويرفع المعنويات حتى يستعيدوا قواهم سريعا.
من المؤكد أنه كان يعرف هذه المشكلة المزمنة التى تعانى منها الكرة المصرية منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضى حتى يومنا هذا ونتوارثها جيلا بعد جيل، بعد أن ترسخ فى مفهوم الكثيرين أن الكرة ما هى إلا مهارة ومن خلالها تُحل اللوغاريتمات وترجيح فريق على الآخر.
هذا المفهوم كان ممكنا فى الستينيات والسبعينيات، ولكنه أصبح ثانويًا مع بداية الألفية الجديدة تقريبا، بعد أن حدثت ثورة فى مفاهيم الكرة الحديثة والتى باتت ترتدى ثوبا جديدا مختلفًا عن الأثواب القديمة، وكل من يرتدى قديما يصبح فقيرا ومتأخرًا عن الأفضل والأحسن والأجود!
أساسيات ومفاهيم تعتمد على القوة والسرعة والانقضاض والضغط فى كل مكان فى الملعب والانتشار الإيجابى بدون كرة لخلق مساحات، وجماعية الأداء بعيدا عن فريق «النجم الأحد» وطريقة اللعب وتنوعها ومرونتها.
والسنوات الأخيرة كان للمنتخبات التى تتمتع بهذه السمات نصيب الأسد فى الفوز بكأس العالم وأمم أوروبا ثانى أفضل بطولات العالم.
وتتضح مشكلة غياب هذه المفاهيم فى منتخبات العالم الثالث كرويا مثلما يزداد الفقر فى هذا التصنيف الاقتصادى للدول، والجامع بينهم «كرويا وسياسيا» ضآلة الفكر والفساد فى الشأن الكروى والاقتصادى، حيث يظهر الفارق مع الدول المتقدمة كرويا فى الاعتماد على الخبراء فى التدريب والإشراف على الناشئين والشباب، بينما فى العالم الثالث عندما يعتزل النجم أو اللاعب يتم تكليفه بقطاع الناشئين وأغلب أندية مصر يتولى تدريبها مدربون مغمورون ربما لم يحصلوا على شهادة تدريب متقدمة وتعيين معظمهم «مجاملة»، فكيف يمنحون البراعم والنشء الجرعات الفنية والبدنية المناسبة وتفادى تقليل عمره الافتراضى بالملاعب؟!
المسألة أكبر من كيروش وإيهاب جلال ومحمد صلاح وسنظل بعيدين عن العالمية، طالما وجِدت ثقوب فى قميص الكرة المصرية ولم تعالج، قد تستعين بأفضل مدربين فى العالم لتدريب أندية مصرية ومنتخبها الأول وسيكون المردود الإيجابى «مؤقتا»- لو تحقق- طالما لم تتم معالجة القاعدة من كشف صحيح عن الموهوبين وقيادة خبيرة.
وسنفوز على غينيا كوناكرى والإستوائية وسيراليون وتتحطم طموحاتنا أمام السنغال والمغرب وغيرهم لتحقيق حلم التأهل للمونديال، أما حلم المنافسة مع كبار العالم فلن يحدث إلا من خلال تغيير شامل فى المنظومة تشمل لوائح وقوانين وأشخاصا حتى يتحقق الحلم الأكبر.

[email protected]