رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

لماذا يقع اللوم على هذا الشاب حتى وصل الأمر إلى وصفه بالخيانة وعدم الوطنية وكأنها صكوك توزع.
إنها ليست قصة شاب ناجح بالخارج وإنما ملايين الشباب الذين لا يجدون اهتماماً بنبوغهم فى بلده مصر، فيضطرون إلى أن ينسوا الأمر، ونسبة ضعيفة منهم من يجد الفرصة فى الخارج لإثبات جدارته وغالباً ما يحتفى به العالم وينجح نجاحاً مذهلاً مثل الدكتور أحمد زويل..
القصة تلك المرة بطلها الشاب «محمد الشوربجى» لاعب الإسكواش، الذى قرر تمثيل إنجلترا دولياً واللعب باسمها، وتحت علمها، بعد أن كان يمثل مصر، بسبب إهماله وتجاهل رعايته وعلاجه، وهى أيضا قصة تشبه قصة المصارع المصرى «طارق عبدالسلام» الذى كان يلعب باسم مصر وتعرض للإصابة نتيجة الإهمال وعدم العلاج اعتزل اللعبة وسافر بلغاريا وهناك تم علاجه وإعادة تأهيله للعبة بل حصل على الجنسية وحقق لبلغاريا الميدالية الذهبية فى بطولة أوروبا عام ٢٠١٧.
الواقع يؤكد أننا طاردون للعبقرية
وعندما حاولنا إدراك الخطأ مع بداية هذا العهد الجديد ولمجرد المحاولة انهالت السوشيال ميديا المصرية على تلك المحاولات بالسخرية والازدراء. وتوقفت تلك المحاولات ليعود الاهتمام الأكثر بالممثلين والممثلات أو من يطلق عليهم النجوم والفنانون.. ورغم أن الفن مطلوب ولكن بمقدار حيث إنه ليس هو الأساس كما أن التخلف ليس سببه عدم وجود الفن.. وجوده من عدمه سواء.. ولكن للأسف الاهتمام به والتركيز عليه أصبح هو المتاح ولا نعرف ما السر حتى ضجت السوشيال ميديا هى الأخرى وصدق المواطن بل دخل فى الخط المواطن الفنان الذى حول نفسه وأسرته إلى سلعة أرجوزات للضحك والبهجة والانبساط فى مقابل أموال المشاهدات.. وتاه العلم والعلماء فى زحام المنولوجات.
الواقع المصرى يؤكد أننا لم نسلك الطريق السليم فى تشجيع العباقرة فى كل المجالات..
بل تعودنا جلد الذات فقط، نتهم من أهملناهم واستطاعوا الهروب إلى الخارج من الفشل إلى النجاح بعدم الوطنية وربما الخيانة..
المطلوب منك أن تفيد بلدك بعبقريتك حتى ولو لم تجد من يساعدك أو يدعمك أو حتى يشجعك، أما إذا سافرت إلى الخارج فنحن أيضاً نشجعك ولكن لمجرد العمل والشقاء فقط وتحويل الأموال دون عبقرية أو تجويد..
وهنا ربما نتطرق لبعض الأسئلة.. لماذا تكتظ بريطانيا بالأطباء المصريين العباقرة فى الوقت الذى إذا أصيب مسئول كبير أو مواطن مليونير يغادر البلاد للعلاج فى الخارج ألمانيا وبريطانيا.. وربما يقوم بعلاجه أحد هؤلاء الأطباء المصريين العباقرة.. لماذا نجحت مصر فى تصدير أبنائها العباقرة إلى الخارج ولم يصمد معها عبقرى واحد فى أى مجال..
لقد أصبح النجم العالمى محمد صلاح عالمياً فى الخارج، ولم تعرف مهارته العبقرية إلا بعد أن ترك نادى المقاولون العرب محترفاً فى إنجلترا.. لا تلوموا هؤلاء..عليكم لوم أنفسكم، إنها بالفعل هجرة شرعية لمواطن وطنى لم يجد من يدعمه بالداخل فلاذ بالفرار إلى الخارج.