عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«كلمة»

ذات يوم أرسل فى طلبى الأستاذ الكبير فارس الكلمة والقلم مصطفى شردى، وهرعت إلى مكتبه وكان فى زيارته الأستاذ الكبير جلال عيسى مدير تحرير الأخبار، فسلمت عليهما وطلب منى الأستاذ أن أجلس بجوار الأستاذ جلال، وفوجئت به يقول لى قُل لى ماذا حدث بينك وبين وزير التموين؟ وكان المرحوم جلال أبوالدهب وزيراً للتموين آنذاك- فنظرت إلى الأستاذ جلال فوجدته مبتسماً وسعيداً فانشرح صدرى لكى أقص عليه ما حدث، فبدأت كلامى بأن السيد وزير التموين متصور أن الصحفيين سكارى ولا يهمهم إلا الخمر واللهو.

أضفت فى كلامى أننى كنت مدعواً لحفل أقامه نادى الروتارى بفندق النيل، وكان هذا بعد انفجار مفاعل تشيرنوبل وهى حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت فى المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، فى يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 قرب مدينة بريبيات شمال أوكرانيا وكنا نستورد القمح من أوكرانيا.

كان الزميل سيد عبدالعاطى الصحفى بجريدة الأحرار آنذاك قبل انتقاله للعمل فى جريدة «الوفد»- وهذه لها قصة أخرى- قد نشر حملة صحفية عن القمح المسرطن الذى استوردته مصر من أوكرانيا بعد الانفجار.. المهم الوزير فى حديثه اتهم زميلى بأنه يحتسى الخمر، ومن ثم قام بكتابة موضوع القمح المسرطن وأن هذا من نسج خياله.. الحقيقة لم أكن أعرف عبدالعاطى بعد، ولكن أعرفه كزميل وصحفى ماهر.. بصراحة سخنت وغِرت على المهنة وعلى زميلى.. فكتبت ورقة صغيرة للأستاذ جلال عيسى مدير تحرير الأخبار، حيث إنه ضمن الجالسين على المنصة بجوار الوزير أبوالدهب وطلبت منه أن يرد على الوزير لأنه اتهمهم بالسكر والعربدة أو أن يترك المجال لى لأرد.. قاطعنى الأستاذ جلال موجهاً كلامه للأستاذ مصطفى قائلاً: فعلاً هذا حصل.

أكملت: بعد دقائق وجدت الأستاذ جلال يفسح لى المجال للرد على الوزير أبوالدهب وأوضحت له أن الصحفيين لا يقدمون عملاً إلا بالأدلة والبراهين وأنهم لا يحتسون الخمر ولا هم بسكارى وأن الحملة الصحفية التى نشرها الزميل عبدالعاطى حقيقية مائة فى المائة، وفى لحظات استشعرت أن الجو اتكهرب وأن الوزير بدأ ينفعل، فقلت له وجب عليك الاعتذار سيادة الوزير.. فأخذ الكلمة الأستاذ جلال عيسى وحاول تهدئة الموقف وانتهت الندوة ونادى علىّ الأستاذ جلال عيسى وقال لى: ماتزعلشى الوزير مايقصدشى.

هنا تدخل الأستاذ مصطفى شردي: يعنى يا جلال الوزير ده مش واخد باله أن القمح مسرطن ولا إيه حكايته بالضبط؟.. فضحك الأستاذ جلال وقال: أنت عندك عيال صحفيين لا يهابون أحداً.. فرد الأستاذ الفارس قائلاً: دول أساتذة يا جلال وضحكنا جميعاً وقال لي: اكتب الندوة وما دار فيها وجهزها للنشر وشوف لنا كم عصفورة من كواليس الندوة.