صحتك فى أمان
برغم أنه عضلة إلا أن له وظيفة ليست كغيره من عضلات الجهاز الحسي ولا أعرف كيف تنمو الوظيفة الحسية في اللسان منذ أن يأتي الانسان إلى الحياة وإن فاتته طريقة النطق السليم وهو صغير فسيصبح نطقها عسيراً عليه وقديماً كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية كي يتعلموا النطق السليم وهم ما زالوا صغاراً أما عن ارتباط اللسان بالمخ فحدث ولا حرج، فهو ماكينة لإخراج الالفاظ ولا سقف له ويستطيع أن يتعلم أي لغة في أي عمر فإن عجز على أن ينطقها تحايل بإصدار أصوات شبه مفهومة تشبه الألفاظ.
وإن أصابه عقم الكلام نهائياً تحايل بالاشارة وإصدار همهمة ليبين للناس ما يريد كمثل أن يشير إلى بطنه ان كان جائعاً أو فمه ان كان عطشان في توافق ذهني وجسدي رهيب يستطيع أن يفعله أي انسان دون الحاجة إلى تعليم أو تدريب.
واللسان ليس كأي عضلة من عضلات الجهاز الهضمي وان كان أهمهم في مسألة ادخال الطعام إلى الجوف فالشراب يدخل بثقله إلى المعدة ولكن بطبيعة الحال يتدخل اللسان في بلعه لأن الأخير يمسك في البلعوم بعضلات جبارة فيحدث البلع من انقباض اللسان والبلعوم سوياً ولكن في الطعام وظيفته أكبر من ذلك، لأن اللسان يهيئ الطعام للبلع ويحوله إلى كرات صغيرة تستطيع أن تمر عبر البلعوم دون أن تجرحه وكلنا يعرف الألم في الحلق اذا أصر أحد منا أن يبتلع لقمة كبيرة فيظل أثرها في حلقنا إلى مدة كبيرة بعد البلع.
حاسة التذوق في اللسان مختلفة ويعمل مع الفم والشفاه في تذوق الأشياء وكل مادة لها مكان يتذوقها اللسان به فتستطيع أن تتذوق الأشياء السكرية بطرف اللسان أما الملحية ففي الجزء الأمامي من اللسان وجوانبه للأشياء الحمضية ويعامل الجسم اللسان من حيث التغذية مثل سائر الأعضاء الهامة والقوية وتكون تغذية اللسان بالدم عن طريق شريانين كبيرين يصعدان من شريان الوجه خصيصاً له وشريان البلعوم أيضاً يغذيه، ومن المعروف أن كل عضلة في الجسم لها محور للحركة يؤهلها لأن تعمل في اتجاه معين أما اللسان فله أكثر من محور وأكثر من اتجاه وله وظيفة أخرى أن يتكلم فهو ينطق ويهمس ويصفر لك ولكن قلما يكف عن الكلام، فقليلاً ما يمسك الانسان لسانه عن التكلم لأنه أمر محبب له ومرتبط
بالنفس.
عمليات اللسان الجراحية ليست كغيرها من العمليات لأن له أوتارا عملاقة تشده إلى الفكين والعمود الفقري وهذه العمليات غاية في الدقة والخطورة والأغرب من ذلك أنه ليس هناك مخلوق على وجه الأرض ليس له لسان يختلف في أشكاله وأطواله التي قد تتعدى طول المخلوق نفسه.
ونطق اللسان هو الوظيفة الوحيدة التي جاءت في القرآن أنها لن تُعطل في الآخرة وحكى لنا القرآن أنه سينطق لك لتجادل به ربك يوم القيامة أو ينطق لسانك رغماً عنك ليشهد عليك فيما فعلت من ذنب واقترفت من أثم فاجمالياً اللسان يشرب لك ويأكل لك ويتكلم عنك ويهمس في الأوقات التي لا تستطيع أن تتكلم فيها ويصفر تعبيراً عن الفرح أو الغضب فهو الصاحب بامتياز في كل الأوقات، وقد يعرف الإنسان من لسانه فيوصف به إن كان لسانه فصيحاً وعذباً أو يوصف بغير ذلك لا قدر الله.
إن كان «زفراً» ولذلك تجد أن القرآن أشار إلى اللسان العربي المبين ولم يشر إلى اللغة العربية بنفسها وأغلب التفسيرات تحدثت عن هذا وإشارة القرآن الي اللسان دون اللغة قد يكون لأن التحكم باللسان أقوى وأحكم من نطق الحروف فقط ومن تردد الأصوات في حد ذاتها والله أعلم.
استشاري القلب معهد القلب