عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق الوحيد

حكومة الوفد هى صاحبة اقتراح انشاء جامعة الدول العربية عندما ألقى مصطفى باشا النحاس رئيس الحكومة الوفدية عام 1942 خطابًا أمام مجلس الشيوخ المصرى أعلن فيه سعى مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث انشاء جامعة الدول العربية. وفى سبتمبر 1943 بدأت المشاورات الثنائية بين مصر والأردن والعراق وسوريا، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء ودول المحور حاولت الدول الغربية المحتلة التخلى عن وعودها بمنح الاستقلال للدول العربية بالرغم من وقوف الدول العربية إلى جانب الدول الغربية واستنزاف ثرواتها فى المجهود الحربى وبدأ الرأى العام العربى يتهيأ لقيام وحدة عربية، وبدأ يضغط عن طريق الأحزاب والصحف لاستكمال ما بدأه العرب، فوجه النحاس فى يوليو عام 1944 الدعوة إلى الحكومات العربية التى شاركت فى المشاورات التمهيدية مع مصر وهى الأردن والعراق وسوريا والسعودية ولبنان واليمن لإرسال مندوبيها للاشتراك فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربى العام الذى سيتولى صياغة الاقتراحات المقدمة لتحقيق الوحدة العربية. وفى 25 سبتمبر 1944 اجتمعت اللجنة التحضيرية فى الإسكندرية بحضور مندوبين عن الدول العربية، ودارت المناقشات بتكوين مجلس اتحاد لا تنفذ قراراته إلا الدول التى تتوافق عليه خوفًا من التأثير على سيادة الدولة الأعضاء، وتدخل مصطفى النحاس مؤكدً أن فكرة اتحاد عربى له سلطة تنفيذية وقراراته ملزمة أمر يستبعده الجميع، واقترح تكوين اتحاد لا تكون قراراته ملزمة إلا لمن يقبلها.

واقترحت سوريا تسمية الاتحاد باسم «التحالف العربى» واقترحت العراق «الاتحاد العربى» واقترحت مصر اسم «الجامعة العربية»، واتفقت الوفود العربية على الاقتراح المصرى لأنه أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية ويتوافق مع أهداف الدول العربية وتم تعديل بسيط فى الاقتراح إلى أن أصبح «جامعة الدول العربية» كما هو حاليًا.

وأصدر المندوبون العرب الذين حضروا اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربى العام بالإسكندرية بروتوكولاً عرف باسم بروتوكول الإسكندرية ينص على موافقتهم على انشاء جامعة الدول العربية وصاغت الوفود العربية المجتمعة بالإسكندرية بنودًا عامة اعتبروها نواه أولى لميثاق الجامعة العربية أكدوا فيها احترام وسيادة كل دولة والاعتراف بحدودها القائمة والاعتراف لكل دولة بحق إبرام المعاهدات والاتفاقات بشرط ألا تتعارض مع أحكام الجامعة وميثاقها، وتم اقرار هذه البنود فى قصر الزعفرانة بالقاهرة فى 17 مارس عام 1945 وخرج ميثاق جامعة الدول العربية فى 19 مارس 1945 فى الاحتفال الذى اقيم بقصر الزعفرانة فى 22 مارس، واتسعت عضوية الدول العربية فى الجامعة، وبعد أن بدأت بسبع دول فقط أصبح عددها 22 دولة حاليًا وكان آخر دولة انضمت إلى الجامعة هى جزر القمر عام 1993.

وعلى مدى الـ71 عامًا الماضية التى مرت على انشاء «الجامعة» تولى أمانتها العامة 7 أمناء، وجاء عبدالرحمن عزام كأول أمين عام لجامعة الدول العربية وبعده عبدالخالق حسونة ومحمود رياض والشاذلى القليبى (تونسى) وعصمت عبدالمجيد وعمرو موسى ونبيل العربى، ويعتبر أحمد أبوالغيط الذى اختاره العرب منذ أيام أمينًا عامًا جديدًا لجامعتهم هو الأمين الثامن.