رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

تعد ممارسة الإرهاب من الوسائل الخطيرة التى تهدد حياة الأبرياء وتدمر الممتلكات والثروات، وتفقد المجتمع الشعور بالأمن والأمان.

وقد انتشر الإرهاب فى كثير من المجتمعات نتيجة لتبنى أفراد أو جماعات أسلوب العنف من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها. ولظاهرة الإرهاب سمات وخصائص معينة من أهمها:

1- أن الإرهاب يعتمد أساساً على السرية التامة والدقة فى التخطيط والتنفيذ.

2- تحقيق أهداف سياسية واجتماعية معينة للدولة الراعية وللجماعة المتطرفة.

3- يركز على الاعتداء على المدنيين الأبرياء بغير حق.

4- يحدث موجة عارمة من الخوف والرعب والذعر والقلق بين مواطنى الدول المعنية.

5- إيمان القائمين على العمل الإرهابى بأنه مبرر من وجهة نظرهم ويخدم توجهات قياداتهم.

6- ينطلق من أيديولوجية لها قناعاتها وأهدافها وخططها ومناطق أعمالها.

7- التقليد والمحاكاة بمعنى أنه إذا ارتكب بعض الإرهابيين جريمتهم ونجحوا فى تنفيذها، فإنها قد تتكرر بنفس الأسلوب والمستوى.

وللإرهاب تبعات وأضرار كثيرة على الأفراد والمجتمعات يجرمها ويحرمها الدين الإسلامى الحنيف، ويمكن أن نشير إلى أبرز ها فى الحقائق التالية:

١- قتل الأبرياء:

من أهم أضرار الإرهاب هو قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وبعد سفك الدماء من أشد المحرمات فى الإسلام، إذ يمثل عدواناً على النفس البشرية التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فقتل الأبرياء لأسباب واهية، أو للاختلاف فى الدين أو المذهب أو الفكر يعد جريمة نكراء لا يقبلها عقل أو منطق أو دين.

بل إن القرآن الكريم يعتبر أن قتل إنسان واحد هو بمثابة قتل الجنس البشرى بأجمعه، كما أن إنقاذ أى إنسان من الموت يعد بمثابة إنقاد للبشرية كلها من الفناء، يقول تعالى:

{من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون}

ما يدل بوضوح على أهمية احترام النفس الإنسانية وعدم جواز الاعتداء على الإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لغته.

فالآية أشارت بوضوح إلى قتل النفس {من قتل نفساً} ولم تقل من قتل نفساً مسلمة، وفى هذا دلالة على العموم والإطلاق إلى وجوب احترام النفس الإنسانية، وأن قتل أى إنسان بغير حق هو بمثابة قتل الناس جميعاً.

٢- تشويه صورة الإسلام:

إن ممارسة الإرهاب من قبل أفراد ينتمون أو يدعون الانتماء للإسلام قد شوه صورة الإسلام فى نظر المجتمعات الأخرى، وأعطى هؤلاء صورة خاطئة عن الدين الإسلامى والمفاهيم الإسلامية.

إن القيام بأى عمل إرهابى ضد الأبرياء من الناس يعطى انطباعاً عميقاً وخاطئاً بأن الإسلام يدعو للعنف والكراهية، فى حين أن الإسلام دين السلام والمحبة والتسامح.

الإسلام الذى جاء رحمة للناس كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}

٣- نشر ثقافة الكراهية ضد الدين الإسلامى:

ساهمت الأعمال الإرهابية ممن يدعون الانتماء للدين الإسلامى فى نشر ثقافة الكراهية والحقد بين الأمم والشعوب، فعمليات القتل والاختطاف والتدمير بحق الأبرياء يخلق شعوراً بالكراهية بين الناس ضد الثقافة الإسلامية، بل ضد الدين الإسلامى نفسه.

والإسلام الذى يدعو للتعارف بين الناس كما قال تعالى:

{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.

والتعارف لا يمكن أن يتحقق إلا فى أجواء المحبة والمودة والتسامح بين الناس. إنما الأعمال الإرهابية فتؤدى إلى إيجاد الصراع بين الشعوب والأمم والتنافر والقطيعة بين البشر وهو خلاف ما يدعو إليه القرآن الكريم.

٤- آثار الإرهاب وأضراره لا تقتصر على الدمار، أو الخوف والرعب، بل تتعدى ذلك إلى أحداث خطيرة أخرى، تهدد أمن الدول وتنميتها وكيانها الاجتماعى والسياسى.