صحتك فى أمان
لو أخذت مقطعاً بالميكروسكوب لوجدت أن جلد الإنسان يتشابه كثيراً مع القشرة الأرضية من خلال سطح أملس ثم طبقات مرتبة ومنظمة منها الطبقات اللحمية والدهنية، وهى تزيد فى الحجم والكثافة كلما تعمقت داخلها وتحتها طبقة من الدم فى سائر الثدييات وطبقة من الماء فى الكرة الأرضية تكون أيضاً تحت طبقات من التربة تزيد فى الحجم وتختلف فى الشكل كما جاء فى كتابه سبحانه وتعالى «أخرج منها ماءها ومرعاها».
والجلد هو أكبر عضو فى جسم الإنسان، وتبلغ مساحة جلد الإنسان البالغ 2 متر مربع، ويمثل الجلد نحو 15% من وزن جسم الإنسان وقد نقول إنه عضو دائم التجدد ولكن لا نشعر بتجدده الذى يبلغ 14 يوماً عند الأطفال و45 يوماً بعد الأربعين، وهو معدل مهول إذا علمت أن عدد خلايا جسم الإنسان تبلغ حوالى 1.6 تريليون خلية جلدية، فهو عضو كامل متكامل ويعمل هذا التجدد على استعادة حيويته ونضارته وإخفاء العيوب السطحية المتواجدة فى الجلد القديم.
وظيفة الجلد فى الإنسان لا تقتصر فقط على الإحساس بل يشكل الحماية الكاملة للجسد وأيضاً حماية الجسم ويعد أحد خطوط الدفاع الأولى ضد الجراثيم، والجلد يحمى الجسم من خلال خصائصه الفيزيائية فهو يكاد يكون مقاومًا للبلل تمامًا، ويمنع نفاذ السوائل التى تغمر أنسجة الجسم والجلد بكونه أكبر أعضاء جسم الإنسان. فوجود عدد كبير من الخلايا العصبية به هو حماية أيضاً له وتختلف من مكان إلى مكان بل تختلف وظيفتها من هذا المكان وذاك فى حاستى اللمس والبين، والأولى معروفة، أما الثانية فهى معرفة وزن الأشياء تقريباً عن طريق الأطراف دون النظر إليها وهى حاسة شديدة الدقة.
وكل ذلك شىء والتهاب العصب الخامس والعصب السابع Trigeminal neuralgia and facial palsy شىء آخر وقد يوجد غيرها أعصاب أكبر وأخطر وإن كان علمنا يقف عند هذين العصبين بالتحديد لشيوعهما وكثرة التهابهما.
والإحساس فى الجلد نعمة كبيرة لو فكر فيها الإنسان لوجد أنها لا بد أن تكون فى الجلد وقد يخالفك إنسان فى الرأى فيقول لك: والله يا دكتور إحنا عارفين من زمان أن الإحساس فى الجلد من غير ما تقول، فتجيبه ولكنه ليس فى مكان آخر غير الجلد وهو ما لم تعرفه الطبيعة البشرية إلا حديثاً مصداقاً للآية الكريمة «إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب».
وبجانب كل هذه الوظائف العظيمة للجلد فقد يصيب الجلد تشققات أو جروح وأكثر من ذلك درجات متفاوتة من الحروق لا داعى للخوض فى تفاصيلها وإن كانت على الإجمال 6 درجات ولا بد أن يكون الناس حذرين فى التعامل مع الحروق فهذا علم كبير والخوض فيه له أهل التخصص من الجراحين والشفاء مضمون بإذن الله بالذات فى الدرجات المتقدمة من الحروق.
جراحات التجميل - إن لم يكن لها حاجة - قد تضعف الجلد وقد تتلف خلاياه لأن الإنسان لا يرى بعينه هذه المنظومة المتكاملة من الخلايا الحية التى تتشابك وتحيط بها شبكات كبيرة من الأعصاب والأوعية الدموية، فيأتى مقص التجميل لكى يجمل جزءاً فيتلف غيره من الأجزاء وكم عانت كثيراً سيدات بعد عمليات تجميل فى الوجه من عدم الإحساس بأجزاء فى وجوههن وعدم القدرة على الابتسام أو الضحك بصورة سليمة أو عمليات فى الجسد تنتهى بـcontracture scars or keloids وهى أسوأ ما يصادفه الطبيب حين يضطر لعلاج هذه التشوهات.
--
استشارى القلب - معهد القلب