عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

-تنتابنى سعادة بالغة وأنا أرى العمال والأوناش والخلاطات فى كل مكان. أشعر بأن مصر تتحول لخلية نحل فى بعض المناطق. من حيث المبدأ هذا ما قررت الدولة القيام به، أما من حيث التنفيذ، فهناك شركات فازت بمناقصات انجاز هذه الأعمال، وهنا لا يجوز تجاهل الملاحظات على طريقتها فى التنفيذ. انهم لا يبتكرون وسائل لضمان استمرار العمل، من دون التضييق على الناس.

فى السابق كان المنفذون يراعون ظروف المواطنين، فيضعون لافتات تحذيرية قبل بداية مناطق العمل يعتذرون فيها عن الإزعاج، وبعضها كان يحدد موعد الانتهاء منه. ويتركون مسارات كافية للتدفق المرورى بما لا يؤخر انجازهم لمصالحهم. حاليًا يترك الناس لمصيرهم مع الزحام وتوقف الطريق. مشهد انتشار وعمل الأوناش والكراكات له مفعول السحر.

ولكنى أطالب هذه الشركات بألا تجعل حياة الناس على طرق الاصلاح لا تطاق. لماذا لا تلتزم بوضع خطة لضمان استمرار تنفيذ الأعمال وفى الوقت نفسه ضمان انسيابية المرور؟ وبشرط ضمان جودة الانجاز نفسه.. فبعض اماكن العمل تبدو لنا بعد الانتهاء منها وكأن بها خللا نخشى معه أن تفسد الأمور بعد فترة.. فكم من طرق وجسور تعرضت لهبوط.. ومازلنا نذكر مثلًا طريق محور ٢٦ يوليو الذى صمم «مبارك» على تقليص زمن انجازه من عامين إلى ثمانية أشهر، فكانت النتيجة انهياره كليا وإعادة بنائه بكلفة تقترب من الخمسين مليون جنيه!

- يلفت النظر ان الامنيات لا تتوقف عند حد القيام بمشروعات طرق وجسور بكثافة فى مناطق مختلفة، فكثيرون يتمنون على الدولة أن تجعل من مشروعات بناء المدارس والمصانع والمستشفيات هدفا رئيسيا لها، إلى جانب الطرق والجسور، فالفصول ذات الكثافة الستينية، والمدارس منعدمة المرافق والخاوية من الأنشطة المدرسية تعنى أن التلاميذ لن يشبوا أكفاء أصحاء نابغين أو متعلمين بالقدر الصحيح. طالب اليوم هو معلم الغد، ومثلما تعلم سيأتى يوم ويقوم بتعليم أجيال متعاقبة، فإذا لم يكن أساسه سليما، ودراسته فى جامعته متكاملة فستختل المنظومة التعليمية.

نحن بحاجة إلى حوار وطنى حول التعليم.. مثلما نقيم حوارا حول السياسة والاقتصاد، ومثلما يبهرنا العمل على الطرق والجسور، يراودنا حلم رؤية خلايا النحل تعمل فى بناء المدارس والمصانع والمستشفيات. عمران النفوس لا يقل أهمية عن عمران الأرض، ومن هنا ننظر بفرح وفخار إلى مشروع مستقبل الغذاء الذى افتتحه الرئيس مؤخرًا، وأستغرب تجاهل الاعلام وخاصة قنوات التليفزيون المصرى من الإخبار عن هذا الانجاز؟ لماذا لم تذهب قناة واحدة من قبل لتنقل صورا حية من مواقع مشروع الانتاج الزراعى؟ ولماذا لم يكشف للناس ماذا كنا نستطيع سد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك؟ فرغم أن هذا المشروع عملاق الا اننا بحاجة إلى تحليل الخبراء ليبينوا لنا كيف سينعكس هذا على أسعار خضراوات بعضها ارتفع مؤخرا بجنون؟

إعمار النفوس جزء من مهام الاعلام، وعليه أن يخرج من غرفه المنعزلة البعيدة وينزل إلى هذه المشروعات فيقدم للناس صورة عن قرب. مازلت أذكر التغطية التليفزيونية للأنفاق الموصلة بين سيناء ومدن القناة، مشروع خرافى. لكن تجاهل المشروع الغذائى يطرح سؤالًا: لماذا ومن المسئول؟

الأرض بتشغى عمال، وعمران الأرض «شغال».. فمتى يأتى دور عمران العقول والنفوس؟