كلام فى الهوا
هنـاك الكثيـر مـن الأفكـار الـتـى تتسلل إلـى اللاوعـى الجمعـى، لتستقر فــى اللاوعـى للبشـر وتسيطر علـيـهم... وتصبح تلـك الأفكـار هـی السـجـن الـذى لا يستطيع أى إنسـان الخـروج منـه. ولا يستطيع أى شـخص الـتحكم فـى تلـك الأفكـار... بـل العكـس هـى التـى تـتحكم فيـه... وتتحـول مـع الوقـت إلـى فولكلـور مـلـىء بالأساطير والحواديـت التـى لا تعبـر عـن حقيقـة مشـاعره. مثـل المـلـك يأكـل خـروف محشـى كـل يـوم، وأنـه شخصية غيـر البشـر الـعـاديين... وأنـه يعلـم عنـا ما لا نعلمـه عـن أنفسـنا... إن كـل الأخطـاء التـى حولنـا سـببها «خلفـت العيال الكثير» و«سـمـاع كـلام الأعـداء»... وكلـه كمـا يـراه الحكــام السـبب والعلـل... المهـم الخبـر الـذى يمكـن أن يتكـرر حتى يسير جــزءا مـن اللاوعـى الجمعـى للمجتمـع... لا يجـوز أن تقـول عكسه ويصــبح الشـخص أسـيـر هـذه الأساطير التـى استقرت لديـه ويصـبـح سـهل الاقتياد... أو كمـا قـال أحمـد شـوقى فـى مسـرحيته الشهيرة «مصـرع كليوبــاترا» يصـرفه المضـلل كيفمـا شاء، هـذه الأفكـار الـتـى ترسـخت داخلنـا تخرجـك مـن الإطـار الطبيعـى للأشياء فتـذهب إلـى عملـك بعـد دوام الشـمـس سـاعات... فأنـت تـعـيـش فـى نظام مختـل مـن اختراعـك... نظـام فـقـدت فيـه حريتـك وتسـمـع فيـه الـتحكم فيـك ولا تستطيع فيـه الكـلام.. أو الحـوار.. أو حتـى الطلـب. وتنتظـر فـرج ربنـا.. بالتأكيـد سـوف يعطيـك كـل الـذى ترغب فيه... ولكن بالعمل وليس بالكسل.
لم نقصد أحدا!!