حكاوى
هل كان أحد يتوقع أن يأتى يوم ونرى هذا المشروع الزراعى الضخم «مستقبل مصر للإنتاج الزراعى» يكون واقعاً على الأرض؟ الحقيقة أن الدولة المصرية تسير بخطى واسعة جداً نحو تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين على كل الأصعدة والمستويات، يوم السبت الماضى جاء افتتاح باكورة المشروع الزراعى المهم على طريق محور روض الفرج الضبعة، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ضمن مشروع الدلتا الجديدة، التى تعد امتداداً للدلتا القديمة التى اكتظت بالسكان بشكل غير طبيعى بسبب الزيادات البشعة فى أعداد المواطنين.
الدلتا الجديدة التى بدأت تكون واقعاً على الأرض، كلفت الدولة الكثير والكثير من المليارات، حتى جاء اليوم الذى شاهدت فيه الدنيا كلها افتتاح المشروع الضخم، من أجل تأمين طعام المصريين الذين يزدادون بشكل خطير، ما يهدد أى تنمية تقوم بها البلاد، والذى لفت الانتباه فى حديث الرئيس السيسى خلال افتتاح هذا المشروع هو دعوته لإشراك القطاع الخاص فى هذا المشروع العملاق بكل عملياته الكبيرة من إنشاءات واستصلاح الأرض وكل ما يحتاجه المستثمرون ورجال الأعمال فى هذا الشأن.
إن اهتمام الدولة المصرية بمثل هذه المشروعات يعنى الحرص الشديد على توفير طاعم المصريين من إنتاجهم وكدهم، ووقف استيراد الغذاء من الخارج الذى يقضى تماماً على العملات الأجنبية، والمعروف أن مصر فى المقام الأول بلد زراعى، ويجب أن تتم كل هذه التنمية الزراعية من أجل توفير غذاء المصريين فى ظل هذه الأزمات العالمية البشعة، وهذا التضخم العالمى الذى يرفع أسعار كل شىء، ولهذا جاءت رؤية القيادة السياسية الثاقبة فى مشروع مستقبل مصر الزراعى الذى يعتمد على توفير الغذاء، خاصة من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة وخلافه.
إن دعوة الرئيس السيسى للقطاع الخاص للمشاركة فى هذه المشروعات الضخمة يعد أكبر رد على كل الذين يزعمون أن الدولة تحتكر المشروعات لنفسها، وهذا ادعاء كاذب ومخادع، فلا يوجد مشروع يقوم بافتتاحه الرئيس السيسى إلا ويدعو المستثمرين ورجال الأعمال للمشاركة فى هذه المشروعات الضخمة، سواء كانت زراعية أو صناعية. والمعروف أن هذا المشروع «مستقبل مصر الزراعى» سيتم الانتهاء منه كاملاً بنهاية عام 2023. كما أن هذه المشروعات الزراعية المهمة تصاحبها مشروعات لرؤوس الماشية لسد الفجوة فى اللحوم الحمراء، وكذلك الزيادة الملحوظة فى إنتاج الألبان، والمعروف أيضاً أن الدولة المصرية تقوم بتغيير السلالات التى تدر المزيد من الألبان وزيادة اللحوم الحمراء.
مشروع مستقبل مصر الزراعى من المشروعات الضخمة جداً التى توفر الغذاء للمصريين بدلاً من الاستيراد من الخارج الذى يكلف الدولة الكثير من العملات الأجنبية التى نحن فى أشد الحاجة إليها. ولا أحد ينكر أن المشروعات الوطنية الضخمة باتت تؤتى ثمارها الآن بعد عمليات الاستصلاح الواسعة، ولابد من تسلح المصريين بالوعى كما قال الرئيس لمواجهة كل المتآمرين الذين يشككون فى كل هذه الإنجازات الضخمة التى تحققت فى بضع سنوات، وكان تحقيقها يحتاج إلى عدة عقود من الزمن.
«وللحديث بقية»