رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

فى مثل هذه الأيام منذ تسع سنوات، كان الإخوان قد أحكموا قبضتهم على البلاد، حكموها بطريقتهم الخاصة من خلال رئيسين ومجموعة مساعدين على شاكلة قطّاع الطرق، ووجهوا إنذاراً إلى المصريين الذين تملصوا من خشونة السلطة الإخوانية التى كانت تنذر بحياة تشبه القرون الوسطى.

 وجّه الإخوان إنذاراً إلى الشعب: يا نحكمكم يا نقتلكم، وإذا كان لا بد من الرحيل، أى إنهاء حكم الجماعة فسوف يحولون البلاد إلى دمار شامل عن طريق الوقيعة بين المواطنين ويقتل القوى الضعيف لينتهى الأمر إلى لا دولة ولا شعب.

الدولة التى كان يسعى الإخوان لحكمها هى إمارة دينية، شعبها من العشيرة أو القبيلة الذين يخضعون لحكم السمع والطاعة، مجموعة من المرتزقة يعملون بالسخرة عند الأمير يحاطون بحرس ثورى فوق الجيش والشرطة الخطة كانت محبوكة فى مكتب الإرشاد الذى كان يعتبر المقر الرئيسى والأساسى للحكم، وترسل قرارات تنفيذها على مراحل إلى المقر الاحتياطى فى قصر الرئاسة لوضع الختم الرسمى عليها أو التصديق، مدير مكتب الرئيس الإخوانى كان أحد الخونة الذى ينقل التعليمات من وإلى الجانبين، كان رجل مكتب الإرشاد فى القصر الرئاسى، هو عين بديع وأذن الشاطر، وربيب البلتاجى، كان الرئيس الإخوانى ينفذ تعليماته التى كان ينقلها إليه فى شكل نصيحة وعندما كان يراجعه الرئيس الاستبن يؤكد له أنها رغبة المرشد.

صمّ الإخوان آذانهم عن النصح الأمين، وأصبحوا فى غيهم يعمهون، تضمنت خطتهم السيطرة على مفاصل الدولة والتخلص من بعض قيادات الجيش والشرطة عن طريق إحالتهم للتقاعد، والاستغناء عن عدد كبير من شيوخ القضاء، وإقالة النائب العام، وتعيين آخر مشتاق ينفذ تعليماتهم، وتعيين الموالين لهم فى المناصب والمواقع المهمة فى الوزارات والمحافظات والقطاعات الاستراتيجية، حاولوا جعل اللحية الطويلة والمليارات من بين مسوغات الحصول على المنصب، الذى يسبقه قسم الولاء للمرشد، وتحول الإخوان من حكام إلى جواسيس لأول مرة فى التاريخ يتجسس حاكم على بلده، وينقل وثائقها المهمة إلى جهات خارجية، ويخطط لعقد صفقات يتم من خلالها التنازل عن تراب الوطن لإرهابيين يقيمون فوقها مستوطنات يحاربون منها الشعب بعد تحويلها إلى أوكار ومخازن للأسلحة والعبوات الناسفة.

تمادى الإخوان فى سلوكهم المشين الذى يحقق نواياهم التى كانوا يكتمونها حتى لاحت لهم الفرصة، فأصدروا إعلاناً دستورياً فوق الدستور لتحصين قراراتهم ضد الطعن، وأصدروا قرارات عفو من القتلة منهم الذين اغتالوا السادات، واحتفلوا بنصر أكتوبر بمفردهم وكأنهم صانعوه، وتربع القتلة فى الصفوف الأمامية، ومنح الرئيس الاستبن نفسه كل النياشين، وكدسوا المصالح الحكومية بالموالين لهم لإحكام سيطرتهم على المحليات والمرافق، وحاصروا المحكمة الدستورية العليا لمنع قضاتها من ممارسة عملهم، كما حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى، وأبلغوا الشعب بأن مدة حكمهم لن تقل عن 500 عام خيّر المسيحيين بين دفع الجزية أو الهجرة، وقالوا للمسلمين الباب مفتوح أمامكم إما أن تكونوا أعضاء فى العشيرة أو أرض الله واسعة.

واقع الحال كان يؤكد أن الحكم السيئ مثل المكر السيئ يحيق بأهله، الواقع كشف أن الإخوان فشلة، لا يجيدون فنون الحكم، مصر كبيرة عليهم، وشعبها عصى على الترويض، ويرفض أن يدخل فى عباءة التدين الشكلى الكاذب، وعلى الحكم الذى يقوم على الترويع وسفك الدماء، الفشل كل يوم يتوسع، ساءت الحياة، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والسياسية، واستفحلت الجريمة، وتضخمت البطالة، وانهارت المرافق، واشتد الفقر، وخسرت مصر ثقلها الدولى، وازداد رفض الشعب وسخطه على حكم المرشد، المصريون رفضوا أن يعيشوا فى جلباب الإخوان، اكتشفوا أنهم وقعوا فى قبضة حكم فاشى، لا قيمة للأرض عن الإخوان، كبيرهم قال طظ فى مصر.

وكان لابد من الخلاص عندما تحول حكم الإخوان إلى عام الجفاف قرر الشعب أن يتمرد لإنقاذ الوطن وإنقاذ حياته، وإنقاذ كرامته وسمعته وإنقاذ دينه الذى تاجر به الإخوان.