عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عاد الحديث مرة  أخرى عن المشروع الصينى العملاق المعروف باسم طريق الحرير او المعروفة بمبادرة الحزام والطريق، وهو مشروع يشارك فيه اكثر من 50 دولة حتى الآن.. ويهدف الى خلق احزمة تنموية اقتصادية فى هذه البلدان.. وكان المشروع حصل على زخم اعلامى كبير  منذ اعلانه فى 2013 وانضمام الدول اليه وعلى رأسها مصر.  

ولأن الطريق يضم محاور برية بحرية، والهدف الوصول بالمنتجات الصينية الى الاسواق الاوربية والافريقية من خلال نقاط لوجستية، تقوم بها الصناعات التى تحتاجها الاسواق  فى القارتين.

 وتعد المنطقة اللوجستية فى العين السخنة هى احدى ثمار هذه المباردة، الا انها لم تكتمل بعد، ولم تصل الى الاهداف التى من اجلها تم انشاؤها، وتحتاج الى الاسراع فى تنفيذ ما تم التخطيط له وأعتقد ان ازمة كورونا وراء تعطل المشروع طوال السنوات الثلاث الماضية، ومع الازمة الاقتصادية العالمية الحالية، قد تكون مبادرة طريق الحرير مدخلا  يساعد على عبورها على الاقل فى الدول المشاركة فيها.    

ورغم مخاوف الغرب من هذه المبادرة ومحاولة افسادها والاعتراض عليها، بزعم انها سوف تدعم الهيمنة الاقتصادية الصينية على العالم، اكثر مما هى عليه  الآن.. وأنها تهدف الى تكوين نظام اقتصادى مواز للنظام الغربى المهيمن على العالم، من خلال التعاون الوثيق بين الصين وروسيا والدول المحورية فى  منطقة الشرق الاقصى، مثل ايران وباكستان والهند ومصر ويتخوف الغرب ان تتحول الدول الديمقراطية فى المنطقة الى دول يحكمها حزب واحد مثل الصين، ويكون هناك ملاحظات جوهرية على وضعية حقوق الانسان والحريات العامة. 

وهذه المخاوف قد تكون مشروعة لدى الغرب، الا ان الصين ردت على هذه المخاوف بقولها ان الحزام الاقتصادى على طول طريق الحرير يرتكز على التعاون الاقتصادى والتبادلات الثقافية والإنسانية، ولا يمثلان سعيا إلى التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان المعنية ولا إلى الهيمنة الإقليمية أو تأمين مجال نفوذ فى المنطقة.

والأهم هو ان شعوب الدول المشاركة فى المبادرة ترغب فى ان ترى بديلا اخر للنظام الاقتصادى الغربى، فهم يريدون نظاما يحقق التنمية العادلة للجميع، وان يتقاسم الجميع  الثروة بعدالة، وأن يكون هناك تضامن دولى حقيقى للقضاء على الفقر والجوع والمتركز فى القارة الافريقية وآسيا.  

  فمبادرة طريق الحرير قد تكون منقذا  للشعوب الباحثة عن التنمية، لأنها تقوم على اسس تنموية حقيقية، وعلى مشاريع تمتص جزءا من البطالة المنتشرة فى هذه البلدان، وبالتالى ايجاد فرص عمل خاصة وان الحكومة الصينية اعلنت عن استثمار 47 مليار دولار فى   هذه المبادرة.

  فالعالم يحتاج الى مزيد من المبادرات الاقتصادية الكبرى، خاصة ان طريق الحرير هو طريق تجارى قديم، كان  يربط الشرق بالغرب، منذ 2000 عام، والعالم يحتاج الى تفعيل المبادرة مرة اخرى، وجعلها مبادرة تنموية اقتصادية لخدمة الملايين من المستفيدين منها.