رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

لو أن الأمر بيدى، لجعلت يوم مولد «عادل إمام «السنوى عيدا قوميا عربيا للاحتفال بالبهجة، مثل عيد الربيع وعيد الحب  وعيد الأم، ولنصبته وزيرا للسعادة.  أولم ينشئ جيران لنا وزارات للسعادة؟ 

 وكما أحصت جريدة «القاهرة «قدم عادل إمام على مدار أكثر من ستين عاما 13 مسرحية ونحو 125فيلما و22 مسلسلا تليفزيونيا وإذاعيا شكل خلالها ظاهرة فنية فريدة عابرة لكل التصنيفات . أصبح ظهور فيلم جديد أو مسلسل تليفزيونى كل عام حدثا فنيا هاما ينتظره جمهور عريض بلهفة وشوق ، ووعد اكيد بالمتعة والبهجة السرور. صار لدى  كل ناطق بالعربية بعض من عادل إمام كلماته، قفشاته، مواقفه، دموعه ،جمله  الحوارية التى تعبر عن خيبات الأمل الكثيرة، سخريته اللاذعة المبللة بالدموع الباعثة على التأمل والجالبة لضحكات فرح قليلة من أعماق القلوب، فى بلاد حرمتها السياسة من بهجة مستدامة  للروح،  لأسباب أكثر من أن  تحصى. 

لم يأنس عادل إمام فى اختيارته الفنية المتعددة والمتنوعة إلا قليلا، للروح العدمية، التى تهمش الإرادة الإنسانية لتتجاهل حقائق الواقع الدامغة التى يرصدها عقل نقدى يفتش عنها فى تراب الأرض، وولا يستمدها  من دعايات زائفة . فعل ذلك بوعى  لأنه واحد من فنانين قلائل امتلك الإحساس بالمسئولية الاجتماعية ، وبأنه يؤدى رسالة لا مجال فيها للعبث والتشوش وإضاعة الوقت. 

.الأصل فى تلك الظاهرة الفذة هو الوعى الشديد الذى أتاح منذ البدايات الأولى  لعادل إمام، إدارة موهبته برجاحة من العقل ،وبصبر ودأب ، وروح  مثابرة تحفل بالهواية والشغف والاجتهاد، ولا تنافس أحدا سوى نفسها. وقبل ذلك وبعده  مخزون ثقافى واسع اكتسبه من القراءة ومن تراث المرويات الشعبية، وحكايات البسطاء وهمومهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم، ومن تأمل عميق لتاريخ  الكوميديا فى السينما العالمية والمصرية . فى رحلته الشاقة تلك، المكللة بالجهد والعرق وربما الدموع، صدقه الجمهور ووثق فى الرسائل التى يبعث بها فنه،  وفى خطابه فى المجال العام. ليس لأنه لم يكن يسعى للرواج المصطنع فقط ،بل لأنه خاض  كذلك مع الناس معاركهم، ووقف فى الفن والحياة حيث يقفون . يتفهم أوجاعهم، وينقد أخطاءهم ويجلد ظالميهم، وينتصر دائما للمهمشين والضحايا من كل نوع .ولم يكن صدفة أن يتمسك جمهوره ومحبوه بلقب وحيد له هو « الزعيم « بعد أن رسخ مكانته وجدارته فى قلوبهم. 

وحين يكتب تاريخ ظاهرة الإرهاب الذى يهتف باسم الله فى مصر، سوف يوضع مسرح وسينما عادل إمام فى صدارة  الأسباب التى أدت لإنحصارها. تحمل عادل إمام بشجاعة وجسارة نادرتين الدفاع عن قضايا الوطن ، والتعبير الصادق عنها ، بلا صراخ ، ودون خطب حنجورية ، كما كان يحلو لعمنا «محمود السعدنى «وصف المواقف الاستعراضية الصاخبة التى لا تفضى إلى شىء سوى جعجعة فى فنجان، وطق حنك كما يقول الشعبيون.  

أدرك عادل إمام  بذكائه فضلا عن تواضعه، أن ساحة النجومية واسعة تتسع للجميع ، وأنه يكبر مع كبار . ولم تكن مجرد صدفة أن تلمع مواهب لنجوم ونجمات وكتاب فى بداية الطريق بعد العمل المشترك معه سواء فى المسرح أو السينما او التليفزيون، لا تتسع هذه المساحة لسرد اسمائهم. وليس سرا أن الجيل التالى  له من نجوم الكوميديا هو نبت تقديمه واحتضانه ودعمه .من أشرف عبد الباقى إلى علاء ولى الدين  ، ومن أحمد راتب  وحجاج عبد العظيم إلى محمد هنيدى ، ولعله كان هو من اكتشف فى خالد سرحان مواهبه الكوميدية. 

ويا زعيم كل سنة وانت طيب ، والحياة جميلة لأنك بيننا ،أمد الله فى عمرك لتواصل مساعدتنا على مكافحة خشونة الحياة وقسوتها والتمتع ببعض ضيائها وبهجتها.