رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من المعروف أن من بديهيات أو اساسيات إدارة الأخطار؛ تحديد مفهوم ومسببات هذا الخطر ومن ثم الانتقال إلى سياسيات إدارته أو مقاومته للحد من آثاره السلبية على الفرد والمجتمع..والباحث فى ظاهرة الإرهاب يجد أنها ظاهرة عالمية لها أنواعها المتعددة أخطرها الإرهاب الفكرى والذى ينشأ نتيجة تبنى دولة معينة أو عدة دول لجماعات متطرفة فكريًا بالتجنيد والتدريب والتمويل لزعزعة أمن واستقرار دولة أو منطقة أخرى من خلال إثارة الرعب بعمليات إرهابية من تفجير وتدمير وحرق منشآت حيوية داخل تلك الدولة أو المنطقة بهدف السيطرة عليها والتحكم فى ثرواتها وسرقة مقدرات شعوبها.

ومن الغريب أن تهتم الدول والحكومات والمنظمات الحقوقية والإنسانية بمكافحة الإرهاب بالتركيز فقط على الجماعات المتطرفة فكريًا دون النظر إلى الدول الحاضنة والداعمة والممولة لها..والتى فى الأصل تتبنى هذه الجماعات وتحتضنها لسببين وهما: الأول أن تتجنب مخاطر هذه الجماعات على أمنها القومى الداخلى. ثانيا أن تستغل هذه الجماعات فى تحقيق أهدافها الخارجية والحفاظ على مصالحها الاقتصادية فى الدول والمناطق الأخرى.

ويتفق هذا مع تعريف الإرهاب الصادر من المجمع الفقهى الإسلامى بجدة فى المملكة العربية السعودية الذى أصدره فى 15/10/ 1421هـ الموافق 10/1/2001م–أى قبل أحداث 11 من سبتمبر 2001م حيث لم يغفل عن أهمية هذا الاصطلاح فعرّفه المجمع الفقهى على أنه: (هو العدوان الذى يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان فى دينه، أو دمه أو عرضه أو عقله، أو مآله، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد، والقتل بغير حق، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد تنفيذًا لمشروع إجرامى فردى أو جماعى، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر.

كما جاء أيضًا تعريف مجلسى وزراء الداخلية والعدل العرب، حيث عرّفا الإرهاب فى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عن المجلس المذكور عام 1998م، عرّفاه بأنه: (كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به، أيًا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذًا لمشروع إجرامى فردى أو جماعى، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق، أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو اختلاسها، أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر).

وكذلك لجنة الخبراء العرب فى تونس، وفى الفترة من20 حتى 22 محرم 1410هـ (الموافق 22-24 أغسطس سنة 1989م) اجتمعت لوضع تصور عربى أولى عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولى والتمييز بينه وبين نضال الشعوب من أجل التحرر، ووضعت تعريفًا شاملًا وواضحًا.

وبذلك يكون الإرهاب فعلًا يصدر من معتد ولأى سبب كان، سياسيًا أو ماليًا أو دينيًا أو جنسياً، أو عدوانًا شخصيًا لأسباب نفسية واجتماعية، وهذا الإرهاب قد يصدر عن سلطة ظالمة، أو دولة محتلة لشعب، أو يصدر عن جماعة أو فرد، إنّما هو فعل موصوف معرّف ومحدد، لذا فكل فعل ينطبق عليه هذا الوصف والتعريف فهو إرهاب، بغض النظر عن القائم به، فردًا كان أو جماعة أو دولة بعيدا كل البعد عن الدين الإسلامى.

---

أستاذ التأمين ووكيل كلية التجارة

جامعة بنى سويف السابق