رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

محمود غلاب

فى تقديرى أن الحوار الوطنى سيكون رمية ثلاثية ناجحة فى شباك الجمود لتدشين مرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة بعد أن عبرت جميع التهديدات والمخاطر الأمنية التى كانت تضعها فى حالة استثنائية للأسباب الآتية:

أولاً: أن الداعى للحوار هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى مهد للحوار الذى يشارك فيه جميع ممثلى المجتمع المصرى بكافة فئاته ومؤسساته، لتدشين مرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة المصرية، الحوار كان فى ذهن الرئيس السيسى بداية من إطلاقه الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى تهدف لتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية داخل البلاد، لتطوير سياسات وتوجهات الدولة فى التعامل مع الملفات ذات الصلة بحقوق الانسان، والبناء على التقدم الفعلى المحرز خلال السنوات الماضية فى مجال تعظيم الحقوق والحريات والتغلب على التحديات، وأتبعها الرئيس السيسى بإعلان عام 2022 عامًا للمجتمع المدنى، ودعوته لمواصلة العمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة فى كافة المجالات ونشر الوعى بثقافة حقوق الانسان، والمساهمة فى تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى، عندما يصبح الحوار بين الدولة والمجتمع المدنى جزءا من الحل لأى مشكلة، ويسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما جاء قرار الرئيس السيسى الذى يصب فى التمهيد للحوار البناء بتشكيل لجنة العفو الرئاسى كمشهد إصلاحى لاستقرار الدولة، وأثمرت جهود اللجنة عن إخلاء سبيل المحبوسين الذين تنطبق عليهم شروط العفو، مما أحدث راحة كبيرة فى الشارع المصرى.

ثانيًا: جعلت دعوة الرئيس السيسى للحوار مقرات الأحزاب السياسية تتحول إلى خلية نحل بعد أن كان معظمها شبه مهجور تسيطر عليها الخلافات الداخلية ففتحت دعوة الرئيس السيسى شهية الأحزاب لعقد اجتماعات للإعداد لأوراق عمل تشارك بها فى الحوار الوطنى الذى تستضيفه الأكاديمية الوطنية للتدريب، تتضمن آراءها ومطالبها واقتراحاتها التى تشارك بها فى حوار جاد وفعال وجامع لكافة القوى والتيارات يتماشى مع تطلعات القيادة السياسية والقوى السياسية المختلفة.

حاليًا جميع الأحزاب السياسية فى حالة عصف ذهنى لوضع تصوراتها التى تعلى فيها المصلحة الوطنية وتضعها على رأس أولوياتها التى تنهى بها الخلافات بين التيارات السياسية المعتدلة التى يكون مردودها دعم البنية الأساسية للدولة المصرية ووضع رؤية لتقوية الحياة الحزبية.

ثالثًا: نجاح الحوار سيكون خطوة فى غاية الأهمية تساعد على تحديد أولويات العمل الوطنى وتدشين الجمهورية الجديدة التى تقبل الجميع، كما سيكون إحدى ثمار الاستقرار الأمنى للدولة، وبناء حياة سياسية حقيقية قائمة على التنوع واحترام الاختلاف، ومواجهة التيارات التى تعمل تحت الأرض، ومنع تعريض الدولة مرة أخرى للأزمات التى تسببت فيها جماعة الإخوان الإرهابية كما سينتج عن الحوار بناء كيانات سياسية وطنية تحقق آمال وطموحات الشعب المصرى، والاستفادة من حركة التنمية والتطوير غير المسبوقة فى جميع المجالات وفى ربوع الجمهورية.

رابعًا: الحوار يكشف عن قوة الدولة، وأنها ليست فى خلاف مع أحد، وترغب فى المزيد من المشاركة والتوافق، ويدل على حرص الرئيس السيسى على لم شمل المصريين والذى سيكون سهلا عن طريق الاستفادة من الوطنية التى تتمتع بها كافة القوى ووحدة الشعب وإلمامه بالتحديدات الراهنة.

خامسًا: إن إسناد مهمة تنظيم الحوار إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب يضمن الحياد بعد أن أعلنت أن دورها هو التنسيق بين الفئات المختلفة المشاركة بالحوار دون التدخل فى مضمون أو محتوى ما يتم مناقشته، من أجل إفساح المجال أمام حوار وطنى جاد وفعال وجامع لكل القوى والفئات.

كما أعلنت الأكاديمية أنها ستقوم باعتماد مبدأ توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار من خلال دعوة جميع ممثلى المجتمع المصرى كله، لتحقيق الزخم الحقيقى والمصداقية وتدشين لمرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة المصرية، ثم ترفع الأكاديمية نتائج الحوار إلى الرئيس شخصيًا.

إن الاختلاف فى الرأى لن يفسد للوطن قضية، عندما يكون الاختلاف والاتفاق لمصلحة الوطن فى مواجهة التحديات، ودفع عجلة التنمية فى دولة قوية بقوة شعبها.