رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

بموازاة الحوار الوطنى الذى دعا اليه الرئيس، أعتقد أيضا -ونحن نُفَعِّل هذا الحوار مع القوى السياسية كافة- بوجوب أن يتاح لمجلسى النواب والشيوخ، باعتبار ان الأحزاب ممثلة فيهما، وبحكم كونهما جناحى السلطة التشريعية والرقابية، عقد جلسات استماع وحوار للحكومة ومعها، وأن يتقدم وزراء المالية والاقتصاد والاستثمار ومحافظ البنك المركزى، إلى المجلسين فيقدمون بيانا عن اعمالهما، منذ تقلدوا مناصبهم وحتى الآن، لنعرف ماذا قدموه وما لم يقدموه ما الذى نجحوا فيه وفى تحقيقه، أو حتى لم يحققوه ويذكروا أسبابه؟

لقد خضنا تجربة انتخاب المجالس التشريعية بعد ٣٠ يونيه، ونريد أن يحدث لها دفعة كبرى بموازاة الحوار الوطنى. نريد أن نشعر بقيمة الديمقراطية والانتخابات والتمثيل النيابى. والدعوة للحوار تغرى بالكثير من الأمور، ربما كان هذا واحدا منها، ليس لأننا سنحظى بتجربة ليبرالية لا مثيل لها، وانما لأننا نتوق للتغيير ومعانقة المستقبل، وبالشعور بأننا أمة حقيقية لها حق التعبير وابداء الرأى والاتفاق والاختلاف.. وهذا ما سيتيحه الحوار الوطنى، والذى أرجو ان تسرى مساراته فى المجلسين.

قد تتحكم فى امكانيات التنفيذ مواءمات ومقتضيات ونحو ذلك، لكنى اكتفى هنا بهذا القدر من التعبير عن هذه الجزئية، كونها مدخلا يصلح لما أبقيت عليه من جزء ثان لحديث بدأته الاسبوع الماضى، مرتبط بالاصلاحين السياسى والاقتصادى. والحقيقة أننى وان كنت كغالبية المصريين معنى بهذين الاصلاحين، الا اننى معنى بالاصلاح الاجتماعى اكثر.

قيمة الحوار الوطنى أنه سيقود لحوارات الإصلاح فى البلاد، وسينعكس على الجانب الاجتماعى، ذلك أننا تحت وطأة ما نرزح تحته من أعباء فى هذين المجالين منذ عقود طويلة، توحشنا.. ولابد من أن نكاشف أنفسنا بأننا تغيرنا، ولم نعد أولئك الطيبين المتسامحين الذين يتعاملون مع بعضهم بوداعه، بل لم يعد الناس يطيقون أنفسهم، غاب الحوار السياسى والاقتصادى فغاب الاجتماعى بالتبعية.. توحشت الأناملية والحلول الفردية كل يبحث عن مصالحه، من يعتدى على حق جاره، من يأكل حقوق الناس ومن يهمل أداء الأمانات إلى أهلها.. من يتحرش بالنساء والفتيات فى الشارع وفى غيره.. لغة السلاح الابيض أحيانا تكون هى الحل خاصة فى الاسواق والتجمعات.

النساء تغيرت قيمهن بفعل ما سمى الاستقلال الاقتصادى للمرأة. خرجت نساء للعمل فكانت النتيجة أنه فى غياب تربية صحيحة -كما كنا فى زمن جدتى وأمي- نتفاجأ بقيم مختلفة للمرأة العاملة لا تليق بها.. يشكو رجال كثر من تحرش النساء بهن عبر مسنجر فيس بوك أو تويتر أو الواتس أب.. بعضه للمتعة المحرمة وبعضه للابتزاز وبعضه للتسلية والتعارف. فى غيبة علماء رحلوا عنا مثل سيد عويس وسيد ياسين وعلى فهمى وهؤلاء الذين كانوا يدرسون المتغيرات التى تطرأ على المجتمع المصرى، وفى غيبة المراكز العلمية البحثية مثل المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية وافتقاد الدراسات الجادة التى كانت تجريها الدكتورة سهير لطفى، لم نعد نلمح كثيرا من اوجه تأطير المشكلات ووضعها على الطريق المناسب للحل. ربما بجهد خاص جدا وفردى وضع باحث مثل نبيل عبدالفتاح فى نحو ٤٠ ورقة خصائص هذه المرحلة التى سماها «تحولات عصر العاديين الرقمى»، ورصد فيها كل الموبقات والتحولات التى يواجهها المجتمع المصرى الآن.. ولنا عودة اليها.