رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

رغم رحيلة منذ 8 سنوات ما زالت قصيدته «الشعب حبيبى وشرياني.. أدانى بطاقة شخصية» خالدة فى وجدان السودانيين والعرب، فضلا عن الكثير من القصائد الخالدة التى أثرت الثقافة الشعبية فى جنوب وادى النيل.

نظم الشاعر السودانى محجوب شريف الشعر منذ صغره، فقصائده الأولى كتبها وهو لا يزال فى مرحلة الدراسة المتوسطة, وحتى آخر ايام حياته اختار أن يستخدم الشعر كوسيلة لتوصيل ما آمن به من أفكار, فلم تكن القصيدة عنده وسيلة لاستعراض جودة الشعر أو إجادة صنعته، أو حتى وسيلة لإظهار امتلاك ناصية اللغة، بل كانت وسيلة لتوصيل الفكرة.. كانت الفكرة لدى الشاعر أكثر إلحاحا وأهمية من القصيدة نفسها، فالكلام لديه هو ماعون الفكرة وموصلها, لذلك ربما  نجد أن الموسيقى واللحن الداخلى للقصيدة فى العديد من أعماله تتراجع لصالح الفكرة والرسالة، التى ربما بدت مباشرة إلى حد الهتافية فى كثير من قصائده.. الهتافية المرشدة المستنيرة ذات المقصد النبيل.. هتافية تسعى بين الناس بالصراخ حينا وبالهمس الدقيق أحيانا أخر: «اوعك تخاف / اصحى فك الريق هتاف»,

غير أنها وفى كل الأحوال تحمل رسالتها الواضحة دون ريب، وانحيازا للجماهير وللفكرة قبل ذلك دون مواربة.  أمضى «شريف» المعروف بعفة اليد واللسان أكثر من نصف عمره، متنقلا بين المعتقلات السياسية، ويعد من أشهر شعراء العالم الذين دفعوا فاتورة مواقفهم السياسية والإبداعية داخل الزنازين, وتعبر قصائده  دائما عن حال الشعب وفقره، وتمكن بحياته البسيطة التى عاشها، أن ينقل شعرا حيا بالعامية السودانية، وروى سيرا من النضال والكفاح، واتسمت قصائده التى حملت آراءه السياسية ببساطة «الجرس»، ما جعلها محببة بين طلاب الجامعات خاصة اليساريين منهم.

وتغنى الراحل - الذى انتمى مبكرا لليسار السوداني- فى هذه السجون  بأحلام الجماهير وتوقها للحرية عبر رسائل شعرية كانت تنشر سرا، كما خاض غمار السياسة مترشحا باسم الحزب الشيوعى فى فترة الديمقراطية.

وينتمى «شريف» - سياسيا- للحزب الشيوعى السودانى، وتعرض للفصل من وزارة التربية والتعليم تحت بند «الصالح العام» فى سنة 1989، كما تعرض للاعتقال لانتماءاته السياسية المعارضة للنظام الحاكم.

واعتقل «شريف» لمرات عدة بدءاً من العام 1971 فى عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وتم وضعه فى السجن لثلاث سنوات  نتيجة مواقفه المناهضة لحكومة الإنقاذ فى السودان, وله دور مؤثر فى الأغنية والقصيدة الوطنية فى السودان، فقصائده التى تغنى بها الفنانان السودانيان محمد وردى ومحمد الأمين أسهمت فى تشكيل خارطة الغناء الوطنى فى هذا البلد.

وأسس مع آخرين منظمة «رد الجميل» لمساعدة المحتاجين فى كل المجالات، ليتميز بالتصاق فئات غير مثقفة بشخصه, واشتهر فى العمل الإنسانى بمساعدة كل من يطرق بابه فى مجالات العلاج والدراسة، ما أكسبه بعدا شعبيا إضافة إلى لقب شاعر الشعب.

وقد أصدر الشاعرالراحل ديوانا شعريا واحدا باسم «الأطفال والعساكر» تم توزيعه مجانا فى احتفالية نجاح سكرتير الحزب الشيوعى الراحل محمد إبراهيم فى انتخابات عام 1986، كما شارك فى مطبوعات تُعنى بالأطفال وأدبهم مع مركز عبدالكريم ميرغنى باسم «النفاج».

كانت وصيته الأخيرة بأن يدفن فى مقابر «أحمد شرفي» بأم درمان، وألا يمشى فى جنازته مسئول حكومى واحد، ليأتى مشهد تشييعه غير معهود ومبدعا، قوامه نحو عشرين ألفا بمشاركة شبابية ونسائية غير معهودة، كما رفعت أعلام الحزب الشيوعى السودانى وعلم استقلال السودان مع ترديد شعارات مقتبسة من قصائده السياسية.

[email protected]