رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

أواصل الحديث الذى بدأته أمس حول الدور الصحفى فى نشر الفكر والثقافة.. الصحافة تعـد مـصـدرًا من المصادر الأساسية للتنمية والمعرفة بجانب أدوارها ووظائفها فى التربية والأخلاق، فكثيراً ما يرى المحللون أن معرفة الفنـون تسهم بقدر كبير فى مكنونات التنظير الثقافى، الذى يعد طليعة وأساسا للتغير الذى يتأثر به المجتمع، « إذ إن الفن هو فى مقدمة محركات الثقافة، ووسائل الاعلام ومنها الصحافة تعد التى هى من الوسائل الأساسية فى انتشار الفنون». وعليه يتضح دور الصحافة فى التغيير الثقافى انطلاقاً من تطور وسائل الإعلام ومن خلال قدرة الصحف فى تنمية التفاعل الانسانى مع ما يتم نشره من معلومات حول مجالات وتفاعلات النشاط الإنسانى المختلفة فى شتى المجالات مـن السياسة والاقتصاد والاجتماع والأدب والفن إلى الفكر والـدين، إلى أن تصـل فى اعتماد الفئة الجماهيرية على الصحيفة ليشكل ذلك جوهر ودعائم الثقافة العامة، والتى تشمل فى مراحل متطورة جميع القراء.

وتتركز الأدوار التثقيفية للصحافة فى إبراز القيم الثقافيـة إلى عامة الناس، فالصحافة تقـوم بمعالجـة عناصر ومكونات المعرفة والتى بدورها تسهم نتاجات الفكر وتفاعل الجمهور مع المحتوى الإعلامى الذى يتم طرحه، أى أن المحتوى الصحفى فى هذه الحالة يعكس حيـاة وفكـر القـارئ وعالمـه الروحى والإدراكى من الجوانب الفكرية والادبية والجمالية عن طريق مـا يـتـم نشـره مـن قضايا أدبية مثل القصة والشعر والمقالات الأدبية والثقافية والفكرية، فضلاً الأخبار الدورية المتعلقة بأحوال الفن والإبداع والتى تأخذ مساحة متزايدة فى ظل اهتمام الجمهور بالمادة الصحفية بصفة عامة ونوعية المحتوى الصحفى الفكرى بصفة خاصة.

وهكذا يعمل المحتوى الصحفى على إعادة بناء القيم والعادات من الجوانب الثقافية ويمكن إدراك ذلك طبقاً للعناصر التالية: أولا، إيصال قيم التواصل الفكرى والأدبى من خلال ما يحوز المحتوى الثقافى من عادات وسلوكيات اجتماعية بين شتى طبقات المجتمع. وثانيا توطين التواصل ونشر مستجدات اللغة والكلمة من خلال الاطلاع على عادات المثقفين. وثالثا نشر العادات الصحية السليمة من خلال قراءة واتباع العادات البيولوجيـة السليمة. ورابعا نضيف إلى ما سبق ذكره دور الصحافة فى التغيير الثقافى الاجتماعية مـن خـلال استثارة القوى النضالية للجماهير، إذ يعمل المحتوى الصحفى على إشعال نفوس القراء، عبر إعلامهم بمشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ليتشـارك الجمهور فى مناقشة وتحليل تلك المشكلات للتوصل إلى الحلول المتاحة، إما عبر التبادل الإعلامى أو من خلال النشاطات النضالية، وهـذا مـا نـراه جليا فى الحقب الاستعمارية فى أفريقيا خصوصا فى مصر فى فترة الخمسينيات.

واعتمدت الصحافة بشكل كبيـر مـنـذ نشـأتـهـا عـلى الأدب والنقـد بمختلف أشكالهما، فيظل النقد هو النمط الأدبى الوحيـد القـادر عـلى الـكـلام، فى حين أنّ الفنون جميعهـا خـرسـاء. عـلى العكـس يـرى البعض أن الصحافة هـى المنصـة الحقيقية التى تفجر مواهب الناقد وأسلحته النقدية. وتظـل العلاقة بين النقـد الصحفى والتغيير الثقافى فى تأرجحها غير محسومة، فالبعض يرى أن نقـد الـنص الذى يبرزه ويقوى مكانته بشرط أن يكون نقداً بناء يشمل السلبيات والإيجابيات فى النص الإبداعى، ومنهم من يرى أن النص القـوى لا يحتاج إلى نقـد، ويكـون النقد فى هذه الحالة مجرد تعليقات جوفاء.

وللحديث بقية